الفنان سليم سوهالي نهر إبداعي لا ينضب رغم عدم إعجابه بواقع الثقافة بالجزائر، إلا أنه فضل الفعل عوض الانفعال؛ حيث أشعل عدة شموع، البعض منها أنارها في مجال الموسيقى، البعض الآخر في عالم الفن التشكيلي، والجزء المتبقي أضاء به ميدان الكتابة. هذا هو سليم سوهالي، لا وقت لديه ليضيعه فيما لا يفيد، يحبذ تقديم البديل بدل البكاء على الأطلال واجترار عبارات التشاؤم على طاولات المقاهي، باختصار هو نهر إبداعي دائم التدفق في زمن الاحتباس الحراري والعقم الإبداعي. بقلم: نورالدين برقادي ففي مجال الموسيقى يعتبر الفنان من رواد الأغنية الشاوية العصرية؛ حيث أسس في منتصف ثمانينات القرن الماضي فرقة "ثازيري"، هذه الفرقة أنتجت ثلاثة أشرطة موسيقية من كلمات، ألحان وأداء سليم سوهالي. كما لحن لأسماء كثيرة، منها: كاتشو، بيداس، ثافسوث، رانيدا ، شليا، ماسيليا، يوسف بوخنتاش.. ومن الغناء والتلحين تحول إلى الموسيقى التصويرية سواء المسرحية أو التلفزيونية إذ فاز بجائزة أحسن موسيقى تصويرية في مهرجان المسرح المحترف بالجزائر العاصمة، لثلاث سنوات متتالية (2008، 2009، 2010)، ووضع كذلك الموسيقى التصويرية لمسلسل "مغامرات نعمان" لمخرجه مصطفى حجاج، ومسلسل "أشواك المدينة" للمخرج علي عيساوي. أما في مجال الفن التشكيلي؛ فقد جمع سليم سوهالي بين الرسم، الكاريكاتور والنحت. أغلب أعمال الفنان مستوحاة من البيئة التي يعيش فيها ويشده الحنين كثيرا إلى الماضي القريب والبعيد. ومن أهم أعماله الفنية الجداريات التي قام بإنجازها بعدة بلديات بولاية باتنة، كما صمم عشرات الملصقات الخاصة بمختلف الأعمال الفنية. حضور النساء في رسومات سليم سوهالي معتبر؛ هؤلاء النسوة يفضل الفنان أن يلبسهن لباسا تقليديا ويزينهن بالكحل وأوراق الجوز. وجه سليم سوهالي جل طاقته في السنوات الأخيرة للفن الرابع، من خلال كتابة عدد معتبر من النصوص، أهمها: "موحند أفحلول"، إنتاج مسرح باتنة الجهوي، سنة 1990. "أحنا هما أحنا". أوبيرات "حتى لا ننسى" (نص وموسيقى). "خلف دور" (مسرحية تاريخية). "فن وعفن" (مسرحية ساخرة). "الخطوة" (مونولوج)، من إنتاج مسرح باتنة الجهوي، سنة 1998. "عروس المطر" (نص وموسيقى)، إنتاج مسرح باتنة الجهوي، سنة 2001. “ملحمة الأوراس” (مسرحية تاريخية)، إنتاج مسرح باتنة الجهوي، سنة 2002. "ضفة الأحلام" (نص بالأمازيغية يعالج مشكلة الحرقة)، إنتاج مسرح باتنة الجهوي، سنة 2009. "خيال الظل"، إنتاج مسرح سكيكدة الجهوي، سنة 2010. "عام الحبل"، (اقتباس لرواية الكاتب مصطفى نطور، بالتعاون مع المخرج جمال مرير)، إنتاج مسرح سكيكدة الجهوي، سنة 2011. "ثورة بلحرش" (اقتباس)، إنتاج مسرح سكيكدة الجهوي، سنة 2011. كما لسليم سوهالي كتاب مخطوط، حول تاريخ مدينة باتنة. إضافة إلى كل ما ذكر، كانت للفنان تجربة إعلامية من خلال أسبوعية الأوراس التي عمل بها، وأدار مجلة كاهنة التي صدر منها عدد واحد سنة 1995، هذه المجلة صدرت عن الجمعية الوطنية أوراس الكاهنة، وساهم بمقالاته الفنية بأسبوعية الجمهور الجزائري. الفنان من مواليد الرحاوات بباتنة سنة 1956، درس الموسيقى بالجزائر العاصمة، له اهتمامات متنوعة، ويعد من أبرز الوجوه الفنية بالولاية رقم 05.