وزير الدفاع الأمريكي يعتزم زيارة طرابلس سارع المجلس الانتقالي الليبي، بقيادة مصطفى عبد الجليل، الذي يواجه أول هجمة عنيفة ضد فترة تسييره للأزمة الليبية منذ اندلاعها في فيفري الماضي، إلى إعلان بنغازي عاصمة اقتصادية للبلاد، في وقت طلبت السلطات الليبية الجديدة، أمس، بشكل رسمي، من الاتحاد الأوروبي تقديم المساعدة في تأمين الحدود البرية والبحرية مع دول الجوار ومنها الجزائر. في التفاصيل، قال وكيل وزارة الخارجية الليبي، محمد عبد العزيز، أمس، خلال اجتماع مع مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا، بيرناردينو ليون غروس، إن ليبيا عاجزة عن مراقبة حدودها، مقترحا تنظيم مؤتمر أمني استراتيجي مع دول الجوار، ومنها الجزائر، دون أن يذكر أي دولة بالاسم. وسجل المسؤول الليبي أن ''ليبيا تحتاج مساعدة عاجلة من الاتحاد الأوروبي في تكوين أعوان مراقبة الحدود''، في إشارة إلى تعويض رجال نظام العقيد المقتول، معمر القذافي، في كل البوابات الحدودية البرية والبحرية. وتبرز هنا مشكلة تسيير معبر ''رأس جدير'' الحدودي المغلق منذ أكثر من أسبوع، بسبب سلوكات طائشة لمواطنين ليبيين، في غياب رقابة حقيقية من الجانب الليبي. ولم يقتنع الطرف التونسي بعد بإمكانية فتح المعبر رغم حضور عناصر أمنية ليبية جديدة بالمعبر. وفي سياق ذي صلة، أعلن وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، عزمه على زيارة ليبيا. وقال بانيتا لراديو ''سوا'' الأمريكي، أمس، خلال زيارته لجيبوتي، ''إن واشنطن على استعداد تام لتقديم الدعم الذى تحتاجه السلطات الليبية لبناء جيشها، والمضي قدما في بناء مؤسسات الدولة والحفاظ عليها''. ومن جانبه، رحب فوزي عبد العال، وزير الداخلية الليبي، بأي دعم تقدمه أي دولة صديقة عن طريق الأممالمتحدة أو عن طريق الاتفاقات الثنائية، مشيرا إلى أن بلاده لا تمانع استقبال مدربين أجانب على أراضيها أو إرسال عناصر من القوات الليبية للتدرب في الخارج. وفي ما يتعلق بالحراك الشعبي بشرق ليبيا، الناقم على أداء قيادات المجلس الانتقالي الليبي، منذ مطلع الأسبوع الجاري، فقد حاول المجلس الانتقالي التخفيف من حالة هذا الاحتقان، باتخاذ قرار إعلان بنغازي عاصمة اقتصادية. وفي هذا السياق، قال عضو المجلس، عبد الرزاق العرادي، إن ''بنغازي ستكون العاصمة الاقتصادية لليبيا، وأن وزارات مرتبطة بالنشاط الاقتصادي سيتم نقل مقارها إلى هذه المدينة''. ويرى مراقبون أن شباب بنغازي وسكان طرابلس انتفضوا أمام التقدم الملحوظ في ثورتي تونس ومصر، من خلال إجراء انتخابات برلمانية والشروع في اختيار القادة الجدد. ويحدث هذا في وقت ما يزال شرق ليبيا يعيش على وقع الاحتجاجات والمسيرات والمسيرات المضادة، ذات البعد الاجتماعي والسياسي. وفي هذا الإطار، شهدت بنغازي ودرنة، أول أمس الاثنين، خروج أكثر من 30 ألف مواطن للمطالبة بحل المجلس الانتقالي وإقالة رئيسه، مصطفى عبد الجليل، في حين خرج العشرات في مدينة البيضاء، مسقط رأس عبد الجليل، في مظاهرة تأييدية له، مطالبين بمنحه فرصة استكمال رئاسته للمرحلة الانتقالية قبل محاسبته. وانزعج أنصار عبد الجليل من قناة محلية بثت مواقف لمتظاهرين معادين له، وطالبوها بالاعتذار. ترشيح العقيد عبد السلام جاد الله لرئاسة أركان الجيش الليبي واتهم أحمد داوود، الكاتب الصحفي الليبي بجريدة ''قورينا الجديدة''، ما أسماه ب''أصابع خبيثة'' بتحريك الأمور وراء الستار ونقل الفوضى من غرب العاصمة إلى منطقة الشرق الهادئة. وقال: ''لقد خاب أملنا بعد أن كنا نتفاخر بأن المناطق الشرقية من حدود مصر إلى سرت هادئة وبخير، ما يدل على الوعي والتجانس والسعي في الاتجاه الصحيح لاستقرار ثورتنا، لأن الثورة لن تنجح إلا بالاستقرار، وهو الأمر الجميل والصحيح الذي كان سائدا في شرق ليبيا، خاصة وأننا كل يوم نسمع عما يحدث في غرب ليبيا من تناحر بين المناطق المختلفة أو بين الميليشيات المنتشرة بأسلحتها دون رادع. ولكن يوم الاثنين فاجأتنا هذه الجموع التي احتشدت في بنغازي بهتافات فيها شيء من البذاءة ضد أشخاص حملوا أمانة ثقيلة وصعبة لعشرة أشهر''. وعلى الصعيد الأمني، ما يزال الجدل مستمرا حول تشكيل القوى الأمنية الرسمية، خصوصا أركان الجيش الليبي، التي كان مرشحا لها، في وقت سابق، اللواء المغتال عبد الفتاح يونس، وفي وقت لاحق تم ترشيح اللواء خليفة حفتر، لكنه لا يلقى الإجماع الكافي في أوساط الميليشيات المسلحة. وأمام حالة الانسداد، دفع البعض باسم العقيد عبد السلام جاد الله ليكون المرشح الأوفر حظا لتولي هذا المنصب. عبد الجليل يعلن تشكيل الجيش الليبي خلال 100 يوم تعهد رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، أمس، بأن يتم بناء الجيش وجهاز الشرطة الجديد خلال 100 يوم، متحدثا عن نقل مقرات الوزارات إلى عدة مدن أخرى، بالإضافة إلى طرابلس لتفادي مركزية السلطة. وأعلن عبد الجليل، في بيان له، أن الحكومة الجديدة تخطط لإنشاء 50 مجلسا محليا ومكتبا إداريا، بميزانيات مستقلة، موزعة على كافة أنحاء ليبيا تفاديا للمركزية. وقال عبد الجليل، خلال مؤتمر صحفي عقد بطرابلس: ''سنعلن عن نظام الهيكلية الأمنية للجيش، كما سنكمل بناء جهاز الشرطة وحرس الحدود خلال 100 يوم''. من جانب آخر، قال اللواء خليفة حفتر إنه يعتقد أن 100 يوم ستكون كافية لتدريب وتنظيم المجندين الجدد، وفقاً لوكالة ''أسوشيتد برس''. وأشار إلى أن هناك حاجة إلى ما بين 3 و5 سنوات من أجل بناء جيش ليبي قوي، قادر على حماية حدود البلاد. ولم يدل حفتر أو عبد الجليل بأية تفاصيل حول عدد أفراد الجيش أو جهاز الشرطة المزمع تأسيسه.