اتفق أمس القادة العسكريون الجدد في ليبيا على اختيار العقيد خليفة حفتر رئيساً جديداً لأركان الجيش الوطني الذي يتم إنشاؤه خلفاً لجيش النظام السابق، في وقت يواصل رئيس الوزراء المكلّف عبد الرحيم الكيب مشاوراته لإعلان حكومته الانتقالية الأولى بعد سقوط نظام القذافي، وسط توقعات بأنها ستضم أعضاء من المجلس الوطني الانتقالي سيتولى أحدهم على الأقل حقيبة سيادية. وجاء هذا الإجراء في وقت من المفترض أن يكون قد انعقد أول أمس المؤتمر العام التاسع لجماعة الإخوان المسلمين الليبيين في مدينة بنغازي، بحضور أعضاء من المجلس الانتقالي والمكتب التنفيذي الذي كان يقوده محمود جبريل. وحسب ما أورده تقرير وكالة فرانس برس أول أمس، من مدينة البيضاء شرق ليبيا، أنه تم تعيين خليفة حفتر رئيساً جديداً لأركان الجيش الوطني، ما يضع السلطات الليبية الجديدة أمام الأمر الواقع. هذا في الوقت الذي اجتمع فيه 150 ضابط وضابط صف في البيضاء، ووافقوا بالإجماع على تعيين خليفة حفتر رئيساً للأركان منوهين بإعادة تفعيل الجيش الذي ينتظر الإعلان عن تشكيله الرسمي، كما أجمع المشاركون على اختيار قائد الفيلق خليفة بلقاسم حفتر رئيساً لأركان الجيش الوطني الليبي بسبب أقدميته وخبرته وقدرته على القيادة ونظراً إلى ما بذله من جهود من أجل الثورة الليبية. هذا وسيرفع أمر تعيينه إلى رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل للموافقة عليه، وفي نفس السياق أعلنت الحكومة البريطانية أول أمس تعيين دومينيك أسكويث وهو ديبلوماسي مخضرم سفيراً جديداً لها في طرابلس، محل السير جون جنكينز الذي سينتقل لشغل منصب آخر لم يُحدد. وجاء تعيين أسكويث بعد يوم واحد من إعلان وزير الخارجية وليام هيغ أن الاستخبارات البريطانية أحبطت مؤامرة كان يعد لها رجال نظام معمر القذافي لاغتيال ديبلوماسيين أجانب وقادة المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي، حيث أوضحت صحيفة ديلي تلغراف أن المؤامرة التي تحدث عنها هيغ في كلمة له عن عمليات الاستخبارات البريطانية، تتعلق بخطة هجمات انتحارية وتفجير سيارات مفخخة أعدها مناصرون للقذافي لقتل قادة المجلس الانتقالي ودبلوماسيين أجانب في أوج الأزمة التي شهدتها ليبيا. وأكد هيغ أن النجاحات الدبلوماسية والعسكرية التي تحققت في ليبيا دعمتها معلومات استخباراتية فعالة، وأن وكالات التجسس البريطانية استخدمت قدرات عالمية لتقديم تصوّر عما تحضّر له القوات الموالية للقذافي، مشيرا إلى أن الجواسيس البريطانيين عملوا من أجل فهم التقدم الذي يتحقق على أرض المعركة في البريقة ومصراتة وأخيراً طرابلس. وتابع أنهم عملوا من أجل تحديد الشخصيات السياسية الرئيسية وتطوير الاتصالات مع المعارضين الجدد وتقديم معلومات استخباراتية سياسية وعسكرية عما يحصل في ليبيا. في غضون ذلك، ذكرت صحيفة ليبيا اليوم على موقعها الإلكتروني أن حكومة عبد الرحيم الكيب، رئيس الوزراء المكلف، ستضم بين صفوفها أعضاء من المجلس الانتقالي، كما أن واحداً منهم على الأقل سيتولى وزارة سيادية، هذاونُقل عن أوساط قريبة من الكيب أن أعضاء من المكتب التنفيذي السابق سينضمون أيضاً إلى تشكيلة حكومته، وأفيد في السياق ذاته، أن الكيب تسلم حتى الآن ما يربو عن 300 نموذج سيرة ذاتية لأشخاص من شتى مدن ليبيا وهو يدرسها مع مستشاريه لاختيار حكومته الجديدة، قبل أيام من الإعلان عن تشكيل الحكومة. وفي القاهرة ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن ليبيا أبلغت المصريين أنه سيتعين عليهم استخراج تأشيرة لدخول أراضيها، وهي خطوة تأتي بعد أن فرضت مصر قيوداً على دخول الليبيين خلال الانتفاضة ضد معمر القذافي. وشددت مصر متطلبات دخولها بعد أن اندلعت الانتفاضة في شرق ليبيا وحاول بعض الليبيين عبور الحدود فراراً من ميليشيات القذافي. وظلت قواعد التأشيرة قائمة بعد انتهاء الصراع بمقتل القذافي، مع العلم أن الليبيين والمصريين يعبرون الحدود بحرية نسبية قبل الانتفاضتين الشعبيتين في كلا الدولتين هذا العام، وهو ما سهَّل على ملايين المصريين العمل في ليبيا.