وجّه ''هنري بويو'' وهو جندي سابق في الجيش الفرنسي خلال ''حرب الجزائر''، رسالة إلى وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجي، استنكر فيها خيار تكريم بعض قدامى المحاربين الفرنسيين في الجزائر، من أعضاء منظمة ''آو.آ.آس'' ونقل رفات جنود آخرين إلى قصر ''الأنفاليد''، رغم ماضيهم الملوث بالجرائم ضد الشعب الجزائري خلال المرحلة الاستعمارية. جاء في رسالة بويو التي وجهها لوزير الدفاع الفرنسي، عقب قرار نقل رفات الجنرال بيجار إلى قصر ''الأنفليد''، وهو معلم تاريخي بباريس، أنه يستنكر تقديم جنود فرنسيين شاركوا في تعذيب الجزائريين خلال المرحلة الاستعمارية، وكانوا أعضاء فاعلين في منظمة ''أو.آ آس'' الإرهابية للأجيال الفرنسية الجديدة كأمثلة قابلة للاقتداء. وكتب بويو في الرسالة، التي نشرتها جريدة ''ميديا بارت'' الالكترونية: ''باعتباري شاهد على حرب الجزائر كجندي مستدعى ألاحظ أن حكومة الرئيس ساركوزي، لم تتوقف عن ''تكريم'' هؤلاء الذين لطخوا الجمهورية الفرنسية، ومسّوا قيمها، لذا لا أجد من رد فعل سوى استنكار تقديمهم كأمثلة لشبابنا للاقتداء بها''. ومن بين الأمثلة التي قدّمها بويو، واعتبر تكريمها بمثابة مساس بالجمهورية الفرنسية، ورد تكريم العقيد ''شاتو جوبير'' يوم 22 أكتوبر .2010 واعتبر بويو ذات العقيد بمثابة ''جندي انقلابي ساند الجنرال شال، في محاولة انقلابه على الرئيس شارل ديغول يوم 22 أفريل .1961 وتبعا لذلك فر العقيد جوبير من الجيش الفرنسي في جانفي 1962 والتحق بمنظمة ''أو.آ.آس'' الإرهابية بالشرق الجزائري، حيث ارتكب عدة جرائم ضد الجزائريين. وفي عام 1965 حكم عليه بالإعدام غيابيا. وتحدث بويو في ذات الرسالة عن القرار الذي اتخذته وزارة الدفاع الفرنسية يوم 26 مارس ,2010 والقاضي بتخليد ذكرى تسعة وأربعين فرنسيا قتلوا يوم 26 مارس 1962 بشارع ''إيزلي'' بالجزائر العاصمة. واعتبر أن هؤلاء سقطوا قتلى برصاص الجيش الفرنسي، بعد أن خرجوا للشارع استجابة لنداء منظمة ''أو.آ.آس'' أسبوع بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار. واعتبر بويو أن هؤلاء الأشخاص ''لم يموتوا من أجل فرنسا''، بل سقطوا كضحايا المنظمة الإرهابية. كما تحدث بويو عن جان فرانسوا كولان، الذي قلّد وسام يوم 5 ماي الفارط. ويذكر بويو أن كولان ورد ذكره في كتاب ''التاريخ السري لمنظمة أو.آ آس''، للكاتب جورج فلوري، كأحد أعضاء المنظمة الإرهابية المذكورة، وكان أحد أعضاء كومندو ''الونشريس'' الشهير، الذي حاول تدبير انقلاب ثاني على الجنرال ديغول، بعد فشل انقلاب سنة 1961، وبعد الاستقلال حكم عليه بالسجن، ثم ناضل في صفوف حزب جان ماري لوبان. ومن بين الأعضاء السابقين في منظمة ''أو.آس.آس''، الذين كرّمتهم الحكومة الفرنسية مؤخرا، وتحدّث عنهم بويو في رسالته، الرائد ''ايليكس دونوا دوسان مارك''، الذي شارك بدوره في تعذيب الجزائريين خلال معركة الجزائر، وانضم إلى الجماعة، التي أرادت الانقلاب على الرئيس شارل ديغول في أفريل .1961 وحكمت عليه العدالة الفرنسية بعشر سنوات سجنا، قضى منها خمسة واستفاد من العفو سنة .1966 كما لم يستثن بويو في رسالته الجنرال مارسيل بيجار، الذي صرّح قبل وفاته أن ''استعمال العنف خلال حرب الجزائر كان بمثابة شر لا بد منه''. وختم بويو رسالته بالتذكير بالدور الإيجابي الذي لعبه الجنرال''باري دو لا بولارديار''، حينما استنكر علنية التعذيب الذي كان يمارس على المجاهدين الجزائريين، والذي لم يحظى إلى حد الآن بأي تكريم من قبل الجمهورية الفرنسية رغم أنه حاول الحفاظ على أخلاقها.