الأصوات التي تعالت مؤخرا تتحرك بإيعاز وفي توقيت مبرمج من وراء البحر وجهت كتلتا حزب جبهة التحرير الوطني والتجمّع الوطني الديمقراطي خطابا قاسيا لشريكهما في التحالف الرئاسي حمس، وحزب العمال والنهضة المعارضين، على خلفية الاتهامات الموجهة لهما بإفراغ الإصلاحات السياسية من محتواها. لم يترد ميلود شرفي والعياشي دعدوعة في كلمتيهما، مساء أول أمس، خلال جلسة خصصت للمجموعات البرلمانية للإدلاء بموقفها من نصوص الإصلاح السياسي، في اتهام نواب حمس ونواب حزب العمال بخدمة أجندات خارجية. ورأى رئيس كتلة الأرندي ''أن الأصوات التي تعالت في المدة الأخيرة لضرب هذه الإصلاحات.. تتحرك بإيعاز وفي توقيت مبرمج ومدروس مهرّبة من وراء البحار ومن أمميات وعالميات معروفة وجهات سياسية، وعبر قنوات التحريض والفتنة، مستطردا ''هي تريد دائما الإبقاء على حالات الغموض والتشكيك، وتسعى لممارسة الإرباك''. ورأى عضو قيادة الأرندي أن سياسة التغليط والتحريف التي تستهدف الرأي العام من هذه الجهات التي نسمعها من خلال أعمدة الصحافة نادبة باكية على إصلاحات الرئيس، ''إنما في الحقيقة هي من أفرغتها وسعت لعصرها وكسرها من خلال التعديلات التي وصفها بالممثلة العشوائية''. وقال من حق الرأي العام الوطني أن يعرف.. ومن واجبنا أن نوضح له حقيقة الموضوع وحقيقة المغالطة التي يسعى هؤلاء لفرضها عليه ''فالشعب يرى من لا يتنازل قيد أنملة عن الفراش وغطاء مجلس يصفه بالمزور واللاشرعي لا يتورع في الاستجمام بمياهه العذبة''. وربط شرفي ما يصدر من مواقف وتصريحات بالأنانية تجاه الوطن والرئيس بوتفليقة صاحب الإصلاحات السياسية، كما وصف المواقف الصادرة عن حمس ''بمحاولة التموقع وكسب الأسهم في البورصة الإقليمية''. واستبعد شرفي تحقق نبوءات فوز الإسلاميين بالانتخابات المقبلة وتولي الإسلاميين الحكم أسوة بدول الجوار. واستعار شرفي خطاب التهنئة بمناسبة العام الجديد وتوجه لقادة حمس ''الجزائر ليست كما يحلم به البعض، ولا يمكننا أن نحرمهم من هذا الحلم، فالحلم مباح وأحلام لذيذة لسنة .''2012 ولم تختلف قراءة دعدوعة للموقف عن تلك التي صدرت عن ميلود شرفي، حيث قال: ''إن الشعب الجزائري يميز بين من ينظر إلى الأمور ببصيرة فيمارس السياسة بوعي، وبين من ينخرط في لعبة مجهولة العواقب محفوفة بالمخاطر وكأن ما حولنا لا يكفي من الدروس والعبر''. وذكر ''إذ راحت تسوّل لهم أنفسهم وتصور لهم أوهامهم أن الفرصة قد حانت للانقضاض على الفريسة، وكأن هناك فريسة وأن الجزائر ما كانت ولن تكون يوما فريسة''. وتطابقت تصريحات كتل حمس (الوافد الجديد على المعارضة) والعمال والجبهة الوطنية الجزائرية، في التعبير عن خيبة الأمل، واعتبر رئيس كتلة حمس أن نصوص الإصلاحات ''لا ترقى إلى ما تتطلع إليه الجماهير''، ورأى عبد القدر بن دريهم، رئيس كتلة الأفانا، ''أنه لا جدوى من الإصلاحات السياسية في ظل انحرافها عن تطلعات الشعب''.