أنت بإمكانك أن تغير المفاهيم السائدة حول رجال الدين، أما الدين نفسه فهذا أمر بالغ الاستحالة، لذلك لا فائدة من تضييع الوقت. ومن باب التعددية والديمقراطية-أيضا- فلا يحق للأدب أو الفن أن ''يتحرش'' بالأديان'' من دون هدف علمي، لأنه بذلك يؤدي دور عود الثقاب الذي يلقيه عابر كوم من القش. من الممكن التطرق إلى الأديان والكتابة فيها من الناحية الفكرية، وأن تتم مناقشة الأديان بشكل موضوعي عبر كتب فكرية ونظريات تهدف للوصول إلى الحقيقة، سواء كانت تاريخية أو حتى شرعية، ونترك للناس بعد ذلك ما يقررون، أما أن تتحول المسألة إلى استجلاب للشهرة، فهذا نوع من ''الولدنة'' الأدبية. لدى العالم اليوم ما يكفي لإغراقه بالحروب والمجاعات التي تمنح للكاتب مادة إنسانية نبيلة بالغة الأهمية. إن الفقراء في العالم اليوم والمستضعفين الذين لا أحد يسمع صوتهم في القمم الاقتصادية العالمية سواء دول الثمانية أو غيرها، هؤلاء يحتاجون إلى حبر أقلامنا أكثر من مواضيع لا جدوى منها. فهؤلاء البؤساء يحتاجون إلى يد حانية تمتد اليهم وتوصل معاناتهم إلى المنظمات الانسانية وتعمل -بما أوتيت من جهد- على مد يدها ب ''رغيف حب'' لصبي يتضور حقدا على العالم في أصقاع الأرض، وليس أفضل من الأدباء من يؤدي هذه الرسالة الحضارية. فهذه القضايا قابلة للتغيير بشكل أو بآخر، أما وقد مرت عشرات القرون على ترسخ الأديان في أذهان الناس، وبعد كل هذه الكتب السماوية وآلاف المساجد والكنائس والمعابد وعشرات الآلاف من الكتب الدينية، ما الذي يمكن أن يتغير في الأديان؟! [email protected]