مازالت وضعية عدم استغلال أكثر من 16 مكتبة ببلديات تبسة، مطروحة منذ أكثر من 4 سنوات، بالرغم من إتمام هذه المشاريع في أنماط معمارية جميلة، كبّدت خزينة الدولة مبالغ ضخمة لتحريك الجمود الثقافي. استفادت ولاية تبسة، في إطار برامج تنموية مختلفة، من مشاريع لهياكل ثقافية، أنجزت منها قرابة ال15 مكتبة بلدية على مستوى 12 دائرة، منها 3 بعاصمة الولاية وبعض الدوائر الكبرى، مثل العوينات والشريعة والونزة. وتزايدت هذه الهياكل على مستوى ال28 بلدية، تحت إشراف البلديات وأخرى تابعة لمديرات الثقافة، وهذه المنشآت التي كبدت خزينة الدولة عشرات الملايير، تم تشطيب الأشغال بها بأنماط معمارية ممتازة، لم تفتح أبوابها أمام الجمهور بالأحياء، والمتعطش لمثل هذه الفضاءات بسبب ارتجال في جهة الإشراف والتسيير. وقد كرّس ذلك من خلال عشوائية واضحة في تنفيذ المشاريع على عاتق وزارة الداخلية وتحويلها للبلديات التي تعجز أغلبيتها عن التكفل بها، فلم تفتح أي مكتبة من مجموع 15 إلى غاية اليوم. وقال بعض رؤساء البلديات ل''الخبر'' إنهم شرعوا فعلا في تجهيز البعض منها، ولكنها لن تكون فعالة ما لم تكن لها ميزانية خاصة وموظفون وأعوان في علم المكتبات، لأن هذه الهياكل في نظرهم تتطلب أعباء مالية كبيرة لكي تحافظ على أهدافها السامية، ولاسيما أن البعض منها يتوفر على طابقين، حيث ستفتح بها فضاءات للمطالعة والبحث والأنترنت. من جهة أخرى، لاتزال إشكالية تحويل قاعة سينما المغرب بوسط المدينة، إلى وزارة الثقافة مطروحة بشدة، خاصة أن بلدية تبسة ترفض التنازل النهائي عن الهيكل الذي يقتصر نشاطه اليوم على تجمعات الأحزاب والجمعيات، مودعا بذلك العصر الذهبي للنشاطات الدولية في السينما أيام التسعينيات، حيث احتضنت القاعة عروضا سينمائية ذات جودة، من أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط، وبحضور شخصيات فنية ذات صيت عالمي، غير أنها أغلقت منذ سنوات وتوقف نشاطها بسبب عدم جدوى صفقات الإيجار مع الخواص. وقال مدير الثقافة بتبسة حول هذه الإشكاليات، في تصريح ل''الخبر''، إن قاعة سينما المغرب لا يمكن استغلالها، وهي في وضعية ملكية خاصة بالبلدية، هذه الأخيرة التي تصر على تحويل الملكية في إطار مقابل مالي حسب قيمة العقار أو إتمام إجراءات عقد امتياز طويل، يدرّ عليها مداخيل مالية. من جهة أخرى، كشف السيد سحار محمد، المدير الولائي لمكتبة المطالعة العمومية بتبسة، التابعة لوزارة الثقافة، أن 5 ملحقات ستفتتح فعالياتها خلال منتصف سنة 2012 بعد إتمام إجراءات التجهيز. وحسب ذات المتحدث، فإن أول ملحقة للمكتبة العمومية للمطالعة بعاصمة الولاية، افتتحت رسميا في الفاتح من نوفمبر 1954، وأعطيت لها تسمية المرحوم المفكر الجزائري مالك بن نبي، بحي طريق قسنطينة 200 مسكن، وهي تستغل حاليا أيضا كمقر اجتماعي للإدارة، إلى غاية إتمام مشروع المقر بجانب مبيت الشباب بالقرب من الإقامات الجامعية. وبخصوص تجميد وضعية الملحقات الأخرى، أضاف المتحدث أن ملحقة مالك ابن نبي تتوفر حاليا على قاعتي مطالعة للكبار والصغار، وقاعة للأنترنت و3 آلاف عنوان في الكتب الأدبية والتاريخية، في انتظار استكمال 1000 عنوان آخر في الأيام القليلة القادمة، لمختلف الاختصاصات الأخرى، ولاسيما العلمية منها، ذات المستوى الجامعي. وأكد محمد سحار أن الولاية تتوفر حاليا على 11 ملحقة مكتبة مطالعة عمومية، تابعة لوزارة الثقافة، ستفتتح منها 5 خلال سنة 2012 في بلديات العقلة، الحمامات، الكويف، مرسط، تبسة وسكانسكا، إضافة لملحقة المكتبة الوطنية بالونزة. فيما تبقى الاتصالات على مستوى مركزي بين وزارتي الداخلية والثقافة، للنظر في كيفية استغلال بقية المكتبات التي أنجزت لفائدة البلديات، والتي يقول بشأنها رؤساء البلديات إن النفقات المالية السنوية لن تسمح للجماعات المحلية بتسيير فعال لهذه المرافق التي تتطلب ميزانية خاصة.