دمشق تفرج عن 552 معتقلا من المشاركين في الاحتجاجات أكد رئيس الوزراء ووزير خارجية دولة قطر حمد بن جاسم آل ثاني، أمس عقب اجتماعه بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك، أن مراقبي الجامعة العربية ''ارتكبوا أخطاء خلال تأديتهم لمهمتهم في سوريا''، مضيفا أنه ينشد ''المساعدة الفنية'' من الأممالمتحدة، غير أن الجامعة العربية تحدثت عن تحسن ملحوظ للوضع في سوريا، ورفضت في الوقت ذاته سحب الملاحظين العرب. رغم عدم تفصيل حمد بن جاسم، الذي يرأس اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري، في طبيعة الأخطاء التي وقع فيها المراقبون العرب، إلا أنه أكد في سياق حديثه أن مهمة البعثة العربية لا تهدف لوقف القمع وإنما لمراقبة الوضع وتحديد ما إذا كان النظام السوري احترم بنود الاتفاق الذي وقعه مع الجامعة العربية. من جانب آخر أشار وزير خارجية قطر إلى أن اجتماع اللجنة الوزارية العربية المقرر الأحد المقبل سيتطرق إلى النتائج التي توصلت إليها بعثة المراقبين العرب، ومن ثمة تحديد استمرارية عمل البعثة من عدمه. أما فيما يتعلق بإحالة الملف السوري على مجلس الأمن، مثلما دعت إليه الدول الغربية، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، فقد أشار الوزير القطري إلى أن ''الأمر بيد النظام السوري وطريقته في التجاوب مع الجامعة لحل الأزمة ووقف إراقة الدماء''. من جهته أشار السفير عدنان الخضير، رئيس غرفة العمليات التابعة للجامعة العربية والمكلفة بمتابعة عمل المراقبين، إلى أنه لا يمكن تقييم الوضع في سوريا إلا بعد نهاية عمل البعثة، مضيفا أن التقارير الجزئية تشير إلى أن ''هناك تحسنا ملحوظا''، وبخصوص دعوات سحب الوفود المراقبة في ظل استمرار ارتفاع حصيلة القتلى والقمع، أكد الأمين العام للجامعة العربية أن الجامعة لديها مهمة وستستمر فيها ''لدينا مهمة وملتزمون بها أمام الحكومة السورية وتستمر لمدة شهر''. في التفاصيل الميدانية، أعلنت السلطات السورية أنها أطلقت سراح 552 من السجناء الذين شاركوا في الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام، في إشارة إلى أن المفرج عنهم ''ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء''. من جهة أخرى تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل ما لا يقل عن 22 شخصا في كل من مدينتي حمص ودير الزور، فيما استمرت المظاهرات المنددة بالقمع الممارس من طرف قوات الأمن. وفي الشق السياسي، شكل انشقاق المفتش الأول في الهيئة المركزية لرئاسة الوزراء ووزارة الدفاع السورية، محمود سليمان، حدثا مهما، حيث أكد في تصريحاته للإعلام أن الكثيرين من أعضاء الحكومة والشخصيات السياسية السورية ترغب في الانشقاق لولا القبضة الحديدية التي تمارسها أجهزة الأمن السورية ضدهم وضد ذويهم، مشبها الحال بكونهم رهائن. سياسيا دائما، لم تتوصل إيران إلى تعديل الموقف التركي تجاه الملف السوري، في الوقت الذي دعت فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا إلى تدخل مجلس الأمن، الأمر الذي اعتبرته سوريا تدخلا في صلاحيات الجامعة العربية، على حد تعبير الناطق باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي ''التصريحات الأميركية تدخّل سافر في صلب عمل الجامعة العربية وسيادة الدول العربية، ومحاولة لتدويل مفتعل''.