أعلن وزير خارجية قطر، حمد بن جاسم، أمس، أن الجامعة العربية ستحيل ملف سوريا على مجلس الأمن الدولي، بعد عرض الاقتراح على مجلس الجامعة الذي سينعقد يوم 21 ديسمبر الجاري، والذي لقي تأييدا قويا من قبل الوفد العربي خلال اجتماعه أمس بالدوحة، حسب قوله. وقال حمد بن جاسم، في مؤتمر صحفي نشطه رفقة الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، عقب انتهاء اجتماع لجنة المتابعة الوزارية العربية للملف السوري، ''بما أن روسيا ذهبت إلى مجلس الأمن، فالجامعة العربية ستنظر أيضا في التوجه إلى مجلس الأمن، وذلك خلال اجتماعها بالقاهرة يوم 21 ديسمبر المقبل''. وأشار إلى أن ''هناك شبه إجماع قوي حول هذه الخطوة التي ستعرض على مجلس الجامعة العربية يوم 21 المقبل''. وأوضح بأن الجامعة ''تريد أن يتبنى مجلس الأمن القرارات العربية وليس التدخل العسكري''. وكانت روسيا قد قدمت، يوم الخميس الماضي، إلى مجلس الأمن مشروع قرار تدين فيه، لأول مرة، العنف الدائر في سوريا، لكنها أدرجت فيه حتى المعارضة. وعبرت الدول العربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا عن تحفظاتها على محتوى المشروع بالرغم من أنها رحبت بالخطوة. وأعرب الوزير القطري عن أمله في أن تقوم سوريا بالتوقيع على المبادرة العربية، قائلا: ''نأمل أن يعيد الإخوة في سوريا النظر في الأمر وأن يحصل التوقيع على بروتوكول البعثة العربية خلال يومين، وإذا لم يحصل ذلك فلا حول ولا قوة''. ويوجد خلاف بين سوريا والجامعة العربية حول المبادرة الخاصة بإرسال مراقبين إلى الأراضي السورية، وهو ما يعطل توقيع دمشق على المبادرة، وتحاول الجامعة العربية أن تدفع بدمشق إلى التوقيع على المبادرة عبر تطبيق عقوبات اقتصادية عليها. ومن باب المساعي، التقى الوفد العراقي، الذي يقوده مستشار الرئيس نوري المالكي في الأمن القومي، فلاح الفياض، بمسؤولين من النظام السوري بدمشق، ووصف اللقاء بالإيجابي، ثم توجه بعد ذلك إلى القاهرة حاملا المبادرة العراقية والأجوبة السورية. ويُرتقب أن يعقد الخليجيون قمة، يومي الاثنين والثلاثاء، في الرياض، لدراسة الأزمة السورية التي تتصدر الملفات الأخرى، مثل إيران والعراق والبحرين، تليها قمة وزراء خارجية الجامعة العربية، ليفتح بعدها الباب على مصراعيه أمام التدخل الخارجي، كما حدث في ليبيا منذ مارس الفارط. وعلى الجبهة الأمنية، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 9 أشخاص قتلوا، أمس، برصاص الأمن السوري، في حماة ودير الزور ودرعا وحمص. تأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من التئام المؤتمر الأول الذي تعقده في تونس جماعات المعارضة السورية المنضوية تحت مظلة ''المجلس الوطني السوري''، ويتواصل لثلاثة أيام بهدف توحيد جهود الفصائل المعارضة لنظام حكم الأسد.