العلاقات بين الجزائر وليبيا متينة والتواصل لم يتوقف / أفضل محاكمة سيف الإسلام القذافي على قتله الزيارة لم تكن سرية واللقاء مع بوتفليقة حل كثيرا من الإشكالات بين البلدين كشف الشيخ علي الصلابي، القيادي الإسلامي الليبي، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عن لقاء جمعه مع الرئيس عبد العزبز بوتفليقة مؤخرا في الجزائر، وكشف عن جوانب من مضمون هذا اللقاء، حيث تحدث بوتفليقة -حسب الصلابي- عن ''عمق العلاقات الجزائرية-الليبية منذ عهد الثورة الجزائرية، كما تمنى الرئيس الجزائري أن يحقق الليبيون ما خرجوا لأجله في ثورتهم الأخيرة''. أعلن الشيخ علي الصلابي، المقيم بالعاصمة القطرية الدوحة، في حوار مع ''الخبر''، عن زيارة قادته مؤخرا إلى الجزائر، التقى خلالها كبار المسؤولين، يتقدمهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ويعد هذا اللقاء هو الثاني بين الجانبين الجزائري والليبي منذ سقوط نظام العقيد القذافي ومقتله، حيث كان الرئيس بوتفليقة قد التقى رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل في الدوحة القطرية يوم 15 نوفمبر الماضي. وبالنسبة إلى زيارة الشيخ علي الصلابي، وهو من أبرز قيادات التيار الإسلامي في ليبيا، فقد أوضح الشيخ ل''الخبر'' أن ''زيارتي لم تكن سرية وإنما مبرمجة ومعلنة، وخلال هذا الزيارة حظيت بلقاء عدد من المسؤولين الجزائريين يتقدمهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة''. وقال الصلابي أيضا ''زرت الجزائر بتكليف من رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل الذي حملني رسالة إلى أخيه بوتفليقة''. وبخصوص مضمون اللقاء مع الرئيس بوتفليقة، أوضح الشيخ الصلابي قائلا ''حدثني الرئيس مطولا عن نضالات الشعبين الجزائري والليبي المشتركة إبان الثورة التحريرية، وأبدى إعجابه ببسالة الشعب الليبي آنذاك، كما قالي لي بأنه يتمنى أن يحقق الليبيون أمنياتهم التي خرجوا من أجلها''. واكتفى الشيخ الصلابي بكشف هذه الجوانب من لقائه مع الرئيس بوتفليقة، لكنه أوضح أن ''اللقاء والرسالة التي حملها من السيد مصطفى عبد الجليل، ماضية في حل الكثير من الإشكالات بين البلدين''. ولفت الشيخ الصلابي الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع مسؤولين في الدولة ومع قيادات من التيار الإسلامي في الجزائر، ودأب على زيارة الجزائر مرات عديدة حتى في أيام الأزمة الليبية الأخيرة، ولفت إلى ''وجود حرص لدى القيادة السياسية في كل من الجزائر وليبيا على استمرار التواصل وتدعيم الروابط الجيدة والمتينة''. وأبدى الشيخ علي الصلابي آراءه فيما يجري بالداخل الليبي، منتقدا قانون الانتخابات، الذي وصفه بأنه ''يدعو للقبلية والجهوية''، وقال الصلابي في هذا الشأن ''هناك دعوة قوية لإعادة النظر في هذا القانون الذي يمنع الليبيين من حقهم في إنشاء أحزاب، فنحن نريد السماح بإنشاء أحزاب تقدم برامج هادفة وليس أشخاصا يتم تزكيتهم من مناطقهم وجهاتهم''. وفيما يخص تردي الوضع الأمني وتحذير مصطفى عبد الجليل من الحرب الأهلية، قال الشيخ الصلابي ''لن تكون هناك حرب أهلية، وعملية دمج الثوار في المؤسسة العسكرية وجهاز الشرطة متواصلة إلى غاية الاندماج التام''. واعتبر الشيخ الصلابي الذي انتقد بحدة محمود جبريل رئيس الحكومة الليبية السابقة أن ''الحكومة الحالية تضم عدة كفاءات وطنية مشهود لها بالإخلاص''. كما دافع الصلابي عن الدور القطري قائلا ''قطر كان لها دور متميز، فقد وقفت بجانب الشعب الليبي حتى حسم المعركة، وأشقاؤنا القطريون وقفوا في صف إخوانهم الليبيين المظلومين''. وبخصوص تأخر تحقيق منجزات على الأرض مقارنة بالثورتين التونسية والمصرية، أوضح الشيخ الصلابي أن ''الثورة الليبية تختلف عن نظيرتيها المصرية والتونسية، في كونها ثورة تحرر من نظام استبدادي، وهو نضال كان كبيرا ومكلفا''، على حد تعبيره. وسألت ''الخبر'' الشيخ الصلابي عن مصير سيف الإسلام القذافي، خصوصا وأن الصلابي تعرف عن قرب على نجل القذافي وقاد معه جولات المراجعة الفكرية لكثير من الإسلاميين الليبيين المتشددين، فأوضح بالقول ''الإخوة قالوا إنهم سيحاكمونه، وأنا مع حق المواطنة''، موضحا أنه ''يختار أن تتم محاكمة سيف الإسلام على أن يتم قتله''. وردا على دعوات المتظاهرين في بنغازي بضرورة استبعاد أعوان العقيد القذافي من هياكل المجلس الانتقالي الليبي والحكومة، أجاب الشيخ الصلابي ''بكل صراحة أنا مع المصالحة الوطنية العادلة، فمن سبق عليه القتل فيجب توجيهه للقضاء، ومن سبق له السرقة فيجب توجيهه للقضاء''.