التقى، امس الثلاثاء، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على هامش قمة الدوحة للغاز، رئيس المجلس الإنتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل بوساطة قطرية، وهواول لقاء رسمي بين قيادة البلدين منذ سقوط نظام القذافي. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية بيانا لرئاسة الجمهورية جاء فيه أن "رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تحادث في لقاء ثلاثي امس الثلاثاء بالدوحة مع كل من رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني". وأضاف البيان " وقد جرى هذا اللقاء على هامش أشغال أول قمة لمنتدى رؤساء دول وحكومات البلدان المصدرة للغاز الطبيعي. ولم يكشف البيان عن فحوى هذه المحادثات بين الطرفين. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية أن لقاء ثانيا جمع الرجلين ظهيرة امس الثلاثاء بحضور الأمير القطري. وأعلن مؤخرا عن زيارة لوفد من المجلس الإنتقالي الليبي إلى الجزائر لضبط مجموعة من القضايا المشتركة بين البلدين الجارين، خصوصا التحديات الأمنية على الحدود بعد انهيار نظام القذافي.وتمت برمجة هذه الزيارة خلال لقاء بين وزير الخارجية مراد مدلسي ورئيس المكتب التنفيذي الليبي محمود جبريل، غير أن الزيارة تكون قد تأجلت بسبب المشاورات الجارية لتشكيل حكومة ليبية انتقالية سيعلن عنها الأحد القادم. وأعلنت الجزائر نهاية سبتمبر الماضي اعترافها بالمجلس الانتقالي الليبي كممثل للشعب الليبي كما أبدت إرادتها في العمل "بشكل وثيق" مع السلطات الليبية الجديدة "بغية إرساء قواعد تعاون ثنائي مثمر بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين". وعرفت العلاقات بين الجزائر والسلطات الجديدة في ليبيا تدهورا منذ بداية النزاع المسلح الذي أطاح بالقذافي، حيث عارضت الجزائر منذ البداية التدخل الدولي في الأزمة الليبية وحذرت من تداعيات ذلك على الأمن بالمنطقة،وأكدت الحكومة في عدة مناسبات أنها تقف محايدة بين جميع أطراف الأزمة الليبية، فيما لم يتوان أعضاء من المجلس الانتقالي في توجيه اتهامات للجزائر بمساندة ألقذافي بالمرتزقة والسلاح، دون تقديم أدلة على ذلك. ونفت الجزائر في عدة مناسبات وحتى الدول الحليفة للسلطات الجديدة في ليبيا هذه الاتهامات لكن العلاقات بين الجانبين بقيت متوترة.ومن المنتظر قد يعطي هذا اللقاء دفعا للعلاقات الجزائرية الليبية خاصة بعد رحيل نظام القذافي وتشكيل المجلس الانتقالي لحكومة ليبية موحدة، خاصة وان اللقاء كان تحت إشراف وداخل الدولة المضيفة للقمة قطر التي لعبت دورا اساسيا في إسقاط نظام القذافي، وتعمل على رعاية المجلس الثوري، فهي لا تدع المجلس الليبي يقرر دون أن تبدي ملاحظاتها أوحتى حضورها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالجزائر، كما أنها حاولت القيام بنفس الدور في الثورة التونسية، حينما طلبت الحضور في الجلسة الافتتاحية للمجلس التأسيسي، وهو ما رفض من طرف المعارضة التونسية، التي اتهمتها بمحاولة التدخل في شؤونها الداخلية. ويضاف إلى هذا أن قطر تلعب دورا بارزا في كل الثورات العربية، كما أنها أصبحت ملجأ لكل الناشطين المعارضين لأنظمتهم، مثل إيوائها للمعارض عباسي مدني مؤسس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة، وكذا منح الفرص للمعارضين الجزائريين للإدلاء بتصريحات عبر قناة "الجزيرة" أو إيوائهم.