الرئيس بوتفليقة يلتقي رئيس الانتقالي الليبي في الدوحة الخارجية تنفي وجود أي خلاف بين الجزائر وقطر استقبل أمس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على هامش قمة الدوحة للغاز، رئيس المجلس الإنتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل بوساطة قطرية، و هو أول لقاء رسمي بين قيادة البلدين منذ سقوط نظام القذافي. و نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مصادر برئاسة الجمهورية جاء فيه أن "رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تحادث في لقاء ثلاثي الثلاثاء بالدوحة مع كل من رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل و أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني". و أضاف البيان " وقد جرى هذا اللقاء على هامش أشغال أول قمة لمنتدى رؤساء دول وحكومات البلدان المصدرة للغاز الطبيعي". و لم يكشف البيان عن فحوى هذه المحادثات بين الطرفين . وجاء اللقاء في سياق مساعي دبلوماسية بين البلدين لإعادة الدفء إلى العلاقات التي عرفت توترا منذ اندلاع الثورة الليبية على خلفية الاتهامات التي وجهها مسؤولون في المجلس الانتقالي الليبي، إلى الجزائر بدعم نظام القذافي وإمداده بالسلاح والمقاتلين، وهي الاتهامات التي ردت عليها الجزائر في أكثر من مناسبة. وكان رئيس الجمهورية قد أبدى استعداد الجزائر للعمل مع السلطات الليبية الجديدة، وذالك في البيان الختامي الذي صدر عقب الزيارة التي قام بها الرئيس المالي إلى الجزائر، أعرب في بيان مشترك مع نظيره المالي أمادو توماني توري عن الأمل في إنهاء الصراع سريعا في ليبيا. وأكدت ''رغبة البلدين في تسوية سريعة للأزمة في هذا البلد (ليبيا) تماشيا مع تطلعات الشعب الليبي في ظل احترام وحدة وسلامة وسيادة هذا البلد الشقيق''. وأكدت السلطات الجزائرية استعدادها ''للتعاون مع السلطات الليبية الجديدة حفاظا على المصلحة المشتركة لشعبيهما ومساهمة في تعزيز السلم والأمن والاستقرار لمجموع المنطقة''. كما أكد بدوره الوزير الأول أحمد أويحيى، في رده على سؤال حول مستقبل العلاقات الجزائرية – الليبية خلال مراسيم الاحتفال بذكرى اندلاع الثورة، أن ليبيا بلد ''شقيق وجار'' لن ندير له ظهرنا. وأضاف ''لا نعتزم تغيير موطننا والليبيون كذلك''. ويرى المراقبون أن اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية برئيس المجلس الانتقالي الليبي قد يعجل موعد الزيارة المرتقبة لوفد الانتقالي الليبي إلى الجزائر، والتي سبق وان أعلن عنها وزير الخارجية لضبط مجموعة من القضايا المشتركة بين البلدين الجارين، خصوصا التحديات الأمنية على الحدود بعد انهيار نظام القذافي. و تمت برمجة هذه الزيارة خلال لقاء بين وزير الخارجية مراد مدلسي و رئيس المكتب التنفيذي الليبي محمود جبريل، غير أن الزيارة تكون قد تأجلت بسبب المشاورات الجارية لتشكيل حكومة ليبية انتقالية سيعلن عنها الأحد القادم . و أعلنت الجزائر نهاية سبتمبر الماضي اعترافها بالمجلس الانتقالي الليبي كممثل للشعب الليبي كما أبدت إرادتها في العمل "بشكل وثيق" مع السلطات الليبية الجديدة "بغية إرساء قواعد تعاون ثنائي مثمر بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين". و عرفت العلاقات بين الجزائر والسلطات الجديدة في ليبيا تدهورا منذ بداية النزاع المسلح الذي أطاح بالقذافي، حيث عارضت الجزائر منذ البداية التدخل الدولي في الأزمة الليبية وحذرت من تداعيات ذلك على الأمن بالمنطقة.في سياق منفصل، كذبت وزارة الخارجية، أنباء تناقلتها وسائل إعلام عربية، حول خلاف بين وزير الخارجية مراد مدلسي، ورئيس الوزراء القطري خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب مؤخرا، وقال الناطق باسم الخارجية، عمار بلاني، في رد مكتوب، أن كل ما تناقلته وسائل الإعلام العربية، وأعادت نشره بعض الصحف الجزائرية عاري عن الصحة، موضحا بأن بعض الإطراف تسعى لترويج هذه الأكاذيب لافتعال أزمة دبلوماسية بين البلدين.