أمهلت جماعة ''بوكو حرام'' الإسلامية المسلحة، المسيحيين الذين يعيشون في شمال نيجيريا ذات الغالبية المسلمة، ثلاثة أيام للرحيل، كما هددت بمواجهة القوات النيجيرية في المناطق التي فرضت فيها حالة الطوارئ. وجاءت هذه التهديدات على لسان المتحدث باسم الجماعة، المدعو أبو القعقاع، ''نمهل المسيحيين ثلاثة أيام لمغادرة شمال نيجيريا''، طالبا في سياق حديثه من المسلمين القاطنين بجنوب نجيريا العودة إلى الشمال، مشيرا إلى أن الجماعة تملك أدلة تؤكد أن المسلمين في الجنوب، حيث الأغلبية المسيحية سيتعرضون لهجوم انتقامي. وقد استدعى تفاقم العنف الطائفي، إعلان حالة الطوارئ في عدد من المناطق، إثر العلمية التي نفذتها جماعة ''بوكو حرام''، والتي خلفت أكثر من خمسين قتيلا عشية أعياد الميلاد، وفي الوقت الذي تؤكد الجماعة الإسلامية أن ما تقوم به رد على عنف جماعة مسيحية مسلحة تعمل على إبادة المسلمين، تسعى السلطات النيجيرية إلى وضع حد للجماعة الإسلامية المسلحة والتي تعلن اتباعها لتعاليم جماعة طالبان الأفغانية. وقد أكد المدعو أبو القعقاع أن الجماعة الإسلامية المسلحة ستقوم بكل ما يلزم من أجل حماية المسلمين في نيجيريا، مقابل ما أسماه تجاوز قوات الأمن والسلطات في حق المسلمين، معتبرا أن السلطة تتعامل بتباين واضح بين المواطنين المسلمين والمسيحيين. وتبنت جماعة بوكو حرام التي يعني اسمها ''التربية الغربية حرام''، الكثير من الهجمات من بينها الهجوم الانتحاري الذي استهدف مقر الأممالمتحدة في أبوجا وأدى إلى مقتل 25 شخصا في أوت الماضي. وقد كانت جماعة ''بوكو حرام'' أكدت أن الهجوم الأخير الذي نفذته عشية احتفالات المسيحيين بعيد ميلاد المسيح، جاء انتقاما لما تعرض له المسلمون في الجنوب خلال فترة العيد الأضحى. ومع تفاقم هذا الصراع الطائفي، أكد الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان أن السلطات ستتخذ الإجراءات اللازمة، مشيرا إلى أن بلاده في حاجة إلى الدعم الدولي لوقف العنف الطائفي في بلاده. ويرى المراقبون أن مخطط جماعة ''بوكو حرام'' من شأنه تقسيم نيجيريا إلى شمال مسلم وجنوب مسيحي ما يصعد من احتمال إعلان مطالبة الشمال بالانفصال.