عاد العشرات من الشباب أمس إلى التجمهر وقطع الطريق أمام مديرية التشغيل بورفلة، كما شهدت الجامعة حركة احتجاجية واسعة شلت الدراسة في عدد من الكليات، وشهد طريق الوزن الثقيل وعجاجة الشط ليومين متواليين مظاهر فوضى تمثلت في حرق الأطر المطاطية. وتجمهر شباب بطال صباح أمس أمام المديرية الجهوية للتشغيل وأغلقوا الطريق، بالتزامن مع زيارة نائب المدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل، على خلفية اتساع دائرة الاحتجاجات في الأيام الأخيرة. وقد بدا واضحا أن التيار لا يمر بين الطرفين، حيث وفي الوقت الذي طالب فيه هذا الأخير بالهدوء وتجنب الضغط على جهاز التشغيل، وأكد وجود العدد الكافي من العروض لاستيعاب كل طلبات العمل في ورفلة، اعتبر من كانوا في الخارج أن هذا الكلام ''قديم ومستهلك ولم يعد ينفع''، وطالبوا حسب تعبير متحدث منهم ب''حل سياسي للمشكل'' يمر عبر إيفاد مسؤولين ومنتخبين مركزيين بمستوى وزراء أو نواب في غرفتي البرلمان، لاستطلاع الأمر وفتح نقاش مع الشباب. وعادت الحركات الاحتجاجية بشكل ملفت للانتباه في مناطق مختلفة من الولاية في الأيام الأخيرة لأسباب متباينة اختلطت فيها مطالب التشغيل بمطالب تنموية أخرى، مثلما حدث في تفرت وبلدة عمر وثوق والحدب وحي بوزيد، كما تسجل أحيانا مظاهر احتجاج غير منظمة، يقوم بها أطفال ومراهقون، وتأخذ طابعا عنيفا، مثلما حدث خلال يومين متواليين على طريق الوزن الثقيل بعين البيضاء، وطريق عجاجة الشط، أين تم قطع حركة المرور منذ ساعات المساء الأولى بحرق العجلات ورمي الحواجز الحديدية والحجارة والبراميل، في صورة أربكت حركة المرور بشكل كبير وأحست الناس بالرعب. وبإضافة الحركة الاحتجاجية الواسعة التي دخل فيها طلبة الجامعة على خلفية مطالب اجتماعية، والتي كانت قد انطلقت ليلة أول أمس بمحاولة الخروج في مسيرة، ثم اتسعت أمس وشلت الدراسة في أغلب الكليات، يتضح مدى التوتر الذي وصلت إليه الأمور على أكثر من جبهة، ما جعل ملاحظين يتحدثون عن وجود تحريك وتوظيف سياسي في الموضوع، ويستغربون في نفس الوقت ما وصفوه ب''سطحية وضبابية'' طريقة تعاطي السلطات العمومية مع هذا الوضع المتوتر الذي تعدد محركاته، ويخشون أن يتجه مع الوقت نحو التعفن أكثر.