اعتبر المحلل السياسي التركي إسلام أوزكون أن تراجع فرنسا عن قانون تجريم إنكار إبادة الأرمن بمثابة خطة مهمة في إعادة العلاقات التركية-الفرنسية بعد الأزمة الأخيرة. وقال أوزكون في اتصال مع ''الخبر'' أمس، إن تركيا تكون قد حركت الأوراق التي لديها ضد فرنسا، وطيب رجب أردوغان كان قد هدد باتخاذ عقوبات اقتصادية ومالية ضد فرنسا. وبالنسبة للمحلل التركي إسلام أوزكون، فإن ''تركيا بإمكانها إحداث الضرر البالغ بفرنسا في دول الربيع العربي لعدة أسباب''. وواصل المتحدث شرح وجهة نظره بالقول إن ''حزب العدالة والتنمية التركي يتمتع بعلاقات طيبة مع الإسلاميين في الدول التي شهدت ثورات ما عرف بالربيع العربي، وتركيا تستطيع أن تؤثر على مصالح فرنسا في هذه الدول، ففي ليبيا مثلا يمكن لأنقرة أن تستعمل علاقتها المتميزة مع المجلس الانتقالي الليبي للتأثير على المصالح الاقتصادية الفرنسية هناك''. وحسب المحلل السياسي التركي، فإن ''الشركات الاقتصادية والمالية الفرنسية هي المتضرر الأكبر من الأزمة مع تركيا، وقد وصلت الرسالة جيدا إلى باريس''. وسجل إسلام أوزكون أن ''تركيا في عهد حكومة أردوغان انفتحت على قضية الأرمن مثلا، وكانت هناك لقاءات مع مسؤولي أرمينيا، وتركيا في عهد أردوغان كانت لها نوايا حسنة في قضية الأكراد والأقليات المسيحية أيضا''. ويرى المحلل السياسي التركي أن ''حكومة أردوغان انزعجت كثيرا من إثارة باريس لقضية إبادة الأرمن في هذا الظرف الدولي الحساس، خصوصا وسط الانتقادات الحادة التي تواجهها الحكومة من طرف الليبراليين، حيث يتهمونها بإثارة الأزمات مع دول الجوار''. وعمليا، يقول إسلام أوزكون ''المشاكل مع دول الجوار في العراق وتركيا وإيران صعدت إلى السطح في العامين الماضيين فقط، وهذا أمر بات يزعج كثيرين في تركيا''. ولهذا تأتي حسب المتحدث ''إثارة قضية إبادة الأرمن من طرف البرلمان الفرنسي لتزيد من تعقيد وضعية الحكومة التركية بقيادة طيب رجب أردوغان''.