''حولوني إلى سلمان رشدي بسبب فيلم لم يشاهده أغلبهم'' نفى نبيل قروي، مدير قناة ''نسمة''، أن تكون قناته ''قناة للعري'' كما يتهمها خصومها، خاصة السلفيون منهم. وأكد بأنها ''قناة عائلية'' و''الإسلاميون أكثر من يتابعها''، مشيرا إلى أن حركة النهضة التونسية ذات التوجه الإسلامي هي أكثر الأحزاب التونسية حضورا على قناة ''نسمة''، مكذبا في الوقت نفسه ''عدم استضافة محجبات في استديوهات القناة''. وخلال لقاء صحفي بمقر القناة بالعاصمة تونس، ليلة أول أمس، أكد نبيل قروي أن تونس أصبحت فيها قوتان سياسيتان بارزتان ''حركة النهضة وقناة نسمة''، مضيفا ''إنه بدل أن تقف ''نسمة'' خلف الأحزاب الديمقراطية وجدت نفسها في المقدمة''، مشيرا إلى أن نصف الجزائريين يتابعون قناة ''نسمة''، و27 مليونا يتابعونها على مستوى بلدان المغرب العربي وفرنسا. وقال: ''نحن أقوى قناة مغاربية''. وحول دعوة رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي إلى ضرورة أن يتماهى الإعلام التونسي مع الواقع الشعبي الذي أفرزته الانتخابات، أوضح قروي أن الإعلام ليس عضوا منتخبا من الشعب حتى يعبر عن خياراته، ولكنه في المقابل رحب بتأكيد رئيس الحكومة التونسية على تمسكه بحرية التعبير والصحافة حتى وإن اختلف معها، وعلق قروي على ذلك بالقول ''لنرى''. وبخصوص الضجة الكبيرة التي أحدثها بث قناة ''نسمة'' فيلما كرتونيا إيرانيا فرنسيا بعنوان ''بلاد فارس''، قيل إنه يجسد الذات الإلهية، أوضح نبيل قروي أن الفيلم الكرتوني بث على ''نسمة'' في 7 أكتوبر 2011 بعدما سبق أن بث في عدة قاعات سينما في تونس وفي خارجها، وبث في مهرجان سينمائي بأبوظبي ونال صاحبه جائزة مقدرة ب100 ألف دولار من أمير أبوظبي ولم يتم حذف أي مقطع من الفيلم. أما بالنسبة لتجسيد الذات الإلهية في الفيلم، فقال قروي إن ''مخرجة الفيلم تؤكد أن الشيخ لم يقصد به الله وإنما تعني به ملاكا خفيا''. أما عن الألفاظ البذيئة التي قيل إن الفيلم تضمنها والتي تسيء لتربية الأطفال، فأوضح قروي أن ''الفيلم الكرتوني موجه للكبار وليس للصغار''، وأكد أنه ''ليس فيه كلام بذيء، كل ما فيه أن شرطيا قال لطفلة إمشي أو...''. وأشار قروي إلى أن ردة فعل الإسلاميين كانت قوية ورهيبة واستعملوا الفايس بوك كسلاح ضدنا بعد بث هذا الفيلم الكرتوني. فخلال دقيقة تلقينا 800 تعليق على موقع القناة في الأنترنت، كلها تشتمنا وتصفنا بالكفار والخونة والصهيونيين وعملاء بن علي وقناة نقمة. وفي الغد، 7 أكتوبر، ظهرت صفحات في الفايس بوك تدعو إلى قتلي وحرق مقر قناة ''نسمة''، وفي 9 أكتوبر، هاجم 350 شخص بيتي مساء وحاولوا اغتصاب وقتل الخادمة وأرادوا حرق البيت، واستدعينا الشرطة، واكتشفت زوجتي رجلين تحت سرير النوم يحملان حليا مسروقة، فتم القبض عليهما، ولكن أطلق سراحهما بكفالة، رغم أن من سرق دجاجة في تونس حكم عليه بستة أشهر سجنا. وبكثير من القلق يحكي نبيل قروي اللحظات الصعبة التي مر بها حينها، عندما أعلن في 2400 مسجد في تونس ''جمعة الغضب'' ضد نبيل قروي. وتساءل خطباء المساجد أمام المصلين ''كيف تقابلون ربكم إذا لم تقتلوا نبيل قروي؟''، حيث قال ''إن 200 ألف شخص قدموا دعوى قضائية ضدي بسبب الفيلم''، مشيرا إلى أنه قدم اعتذاره في هذا الشأن، وهناك من أبلغ الشيخ القرضاوي، رئيس اتحاد العلماء المسلمين، وهدأ الأمر بعد يوم. ولكنه أشار إلى أن وكيل الجمهورية استدعاه يوم 11 أكتوبر لمتابعته في هذه القضية. وقال مدير قناة ''نسمة'': ''أصبحت مثل سلمان رشدي، صاحب كتاب ''آيات شيطانية''، رغم أنني متأكد أن أغلب هؤلاء لم يشاهدوا الفيلم''. وأضاف ساخرا: ''أصبحت من القلائل في العالم العربي الذين ينظم من أجلهم جمعة غضب، فليس هناك سواي والقذافي ومبارك والأسد وعلي صالح''، مشيرا إلى أن التضامن الذي لقيه من قبل رؤساء أحزاب ومنظمات حقوقية تونسية ودولية جعله بمثابة رمز للديمقراطية وحرية التعبير في تونس، ''وهذا أمر لم أكن أحلم به'' يقول نبيل قروي. وقال المدير العام لقناة ''نسمة'' إن قناته ستكون ملجأ ''للديمقراطيين'' في الجزائر والمغرب العربي ضد من أسماهم بقوى الظلام والرجعية، ملمحا إلى أنه سيدعم القطب الديمقراطي في الجزائر خلال الانتخابات التشريعية المقررة في ماي القادم، معربا عن أمله في أن ترخص السلطات الجزائرية لقناته بتغطية هذه الانتخابات. وأشار قروي، أول أمس، إلى أنه وقف إلى جانب الجزائريين خلال الأزمة الكروية مع مصر مبارك، إلى درجة أنه تعرض لضغوطات من السلطات التونسية في عهد بن علي حيث طلبت منه عدم إقحام نفسه في هذه القضية، خاصة بعد تدخل وزير خارجية مصر لانتقاد تعاطي القناة مع تلك الأزمة.