تعج الساحة الأدبية بالكثير من الأقلام السردية الجديدة والمتميزة في الكتابة الروائية، ممن دخلوا عوالم هذا الجنس الأدبي وغاصوا في أعماقه وتفاصيله، المستمدة من عمق الواقع المعاش، بكل تناقضاته وتراكماته، للتعبير عن متغيرات حياتية ومنعطفات إجتماعية بالدرجة الأولى، حيث لا تزال مختلف التجارب الإبداعية التي تشهدها الساحة الروائية في الوقت الراهن تسعى الى تحقيق الفرادة والتميز الجمالي في هذا الجنس الأدبي، لمعانقة الحداثة والتشبت بها، حتى لا تقع في فخ النمطية والتكرار والإجترار والإنحصار والإنصهار في التجارب الماضية، بعيدا عن القالب الذي صنعه الرواد في السبعينات ورغم هذا وذاك فإن الرواية المعاصرة لم تجد بعد المناخ الملائم، الذي يسمح لها بالتطور والإزدهار والإرتقاء الى مستوى الروائيين القدامى على غرار الراحل الطاهر وطار ورشيد بوجدرة وعبد الحميد بن هدوڤة ومحمد ديب وآسيا جبار ومالك حداد وكاتب ياسين ومن بعدهم واسيني لعرج وأحلام مستغانمي وأمين الزاوي وياسمينة خضرة وأنور بن مالك وغيرهم من الأسماء الثقيلة ممن أسسوا لمراحل الرواية الجزائرية ورسموا ملامحها الراسخة في الأدب على امتداد عقود من الزمن، نظرا لإنعدام حركة نقدية فاعلجة وقوية، مواكبة لما ينتج وينشر من قبل أقلام شابة متسلحة بأدوات وتقنيات جديدة ووسائل تعبيرية مغايرة، من أجل تأسيس كتابة متميزة ومتفردة على كافة المستويات في محاولة لإثبات الذات وإظهار الإختلاف من خلال أعمال جادة وهادفة، مسايرة للتغييرات الحاصلة، ومترصدة لما يطرأ من تحولات في البلاد والعباد على حد سواء. فرغم ما تزخر به الساحة الأدبية من تجارب إلا أنها تفتقد للتنويع في تناول المواضيع، وإذا كانت الكتابة مغامرة ممتعة للروائي، فلا بد له أن يستثمر جهده ووقته في طرح القضايا الكبرى، عوض التطرق الى مواضيع أنهكها الإستهلاك وملّ المتلقي من قراءتها..إن كان هذا رأينا، فإن لأهل الإختصاص من النقاد والباحثين والدارسين آراء ورؤى تارة متفقة وتارة أخرى مختلفة، أثرنا رصدها في هذا الملحق الثقافي المكرس للرواية المتربعة على عرش الأدب بالجزائر.