نوه أنور بن مالك في الندوة التي نشطها أول أمس في إطار البرنامج الأدبي الخاص ل”سيلا16”، إلى الصعوبات والمشاكل البيروقراطية التي تقف حجر عثرة في وجه الفرد الجزائري الذي أصبح يشعر بالغربة والتهميش في وطنه الأم، داعيا إلى كسر الطابوهات التي تحول دون دون تحقيق الفرد لآماله في الجزائر العميقة. حيث استعرض الكاتب خلال تنشيطه للقاء الأدبي مؤلفه الأخير الذي أهداه الكاتب لروح أمه والموسوم ب ” سوف لن تموتي غدا ”، جوانب عديدة من ذكريات غالية تربطه بوالدته التي رحلت وتركته يصارع الوحدة وهي الرواية التي قال عنها ” الرواية الوحيدة التي أريد كتابتها هي ذلك الحب الذي لم أعبر لها عنه كثيرا ” تعرض من خلاله سرده الروائي الى ما كانت تعنيه له والدته والى الدور الكبير الذي لعبته في حياته الى أن رحلت ذو سابق إنذار وهي التي خصها بحديث مميز في كتابه حيث قال” لك وحدك أمي، المستلقية أمامي، مغمضة العينين، جسد بارد، مهجورة الأفكار والأحاسيس، تلخصين وحدك الفراغ الذي تجسده كل فلسفة”، وتوجه بن مالك بدردشة حميمية إلى أمه التي لم يستطع أن يعبر لها عن حبه العارم وعن كل ما كانت تمثله له وهي على قيد الحياة فما كان له سوى أن يترجم أحاسيسه في روايته عله يفي رمز العاطفة والحنان ولو بالنزر القليل مما تستحقه، كما تعرض الكتاب الى الأوضاع الصعبة التي مرت بها الجزائر في السنوات الأخيرة على غرار العشرية السوداء وما قاساه المجتمع الجزائري آنذاك وعن مخلفات هذه المرحلة المريرة في تاريخ الوطن على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكذا الثقافية، وهي كلها عوامل فرضت على المواطن الجزائري العيش على الهامش وأفقدته أدنى حقوقه المشروعة في البحث عن الاحترام والكرامة الإنسانية في ظل الجزائر المستقلة.