أثارت الزيادات الجديدة لعمال سوناطراك بنسبة 25 بالمائة من الأجر القاعدي، بداية من ديسمبر الفارط، ''فتنة'' في العديد من القواعد، بعد رفض الكثير من العمال لهذه النسبة في غياب الأثر الرجعي، موجهين انتقاداتهم للنقابة التي وافقت على هذه الزيادة الضئيلة. امتثل الأمناء العامون للمجالس والفروع النقابية ل9 قواعد بحاسي الرمل ووادي النومر وكذلك فاسي الطويل والسطح ورورد النص والحمراء والبرمة وأوهانت والمصدر، لقرار القاعدة العمالية برفض حضور و''مبايعة'' مراسيم إمضاء محضر الاتفاق بين النقابة الوطنية والمديرية العامة، مساء أول أمس الثلاثاء، لكون ''الهدية'' التي افتكتها النقابة والمتضمنة زيادة بنسبة 25 بالمائة، بداية من شهر ديسمبر الفارط، تعتبر ''هزيلة''، مطالبين بزيادة تصل 50 بالمائة وبأثر رجعي من جانفي .2008 وقد امتدت موجة الاعتصامات والاحتجاجات، التي انطلقت من حاسي الرمل، يوم الأحد الفارط، إلى وادي النومر بغرداية، ثم رورد النص، على أن تشمل، حسب مصادر نقابية، مناطق وقواعد أخرى، الأسبوع المقبل، إثر عقد جمعيات عامة نهاية هذا الأسبوع للعمال الغاضبين الذين ازداد عددهم بين رافض ومؤيد لهذه الزيادة، كما هو الحال لقاعدتي 24 فيفري وإيرارا بحاسي مسعود. كما قرر عمال قاعدة ''تي أف تي'' بولاية إليزي، التي تضم 1600 عامل، تنظيم جمعية عامة، نهاية الأسبوع، لتزكية مجلس نقابي يدافع عن حقوقهم أمام غياب ممثل نقابي لهذه القاعدة منذ أكثر من سنة. وقد دعا الكثير من العمال إلى تنظيم اعتصامات، بداية من الأسبوع المقبل، لسحب الثقة من النقابيين الذين غضوا الطرف عن مطالب العمال وانساقوا نحو مصالحهم الشخصية والتقرب من الإدارة على حساب القاعدة العمالية، وتجاهل الغضب والاحتقان الذي يسود قواعد الجنوب منذ عدة أسابيع. فيما طالب البعض بتشكيل نقابة حرة والانسحاب الجماعي من نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين بسبب إهمال مطالبهم المقدمة في ''أرضية حاسي الرمل'' والمتضمنة 22 مطلبا، رغم تعهد الأمين العام للمركزية النقابية بالرد عليها بعد مشاوراته مع الإدارة وموافاة العمال بردود الإدارة عليها في ظرف شهر ابتداء من 19 ديسمبر الفارط، وتبني خيار عمال الجنوب بعد تقييمها للدخول في حركة احتجاجية أو مباركتها.