حدّد عبد الله جاب الله ثلاثة أهداف لحزبه الجديد، جبهة العدالة والتنمية، هي: ''إحياء نهج الإسلام بالوسائل السلمية''، والعمل على تنفيذ بيان أول نوفمبر ''وفاء للشهداء''، و''حماية حقوق المواطن''. ورفض جاب الله، من حيث المبدأ، المشاركة في السلطة ''من أجل تقاسم الريع''، وغازل مناضلي الفيس المحظور. نظمت جبهة العدالة والتنمية، أمس، مؤتمرها التأسيسي بالقاعة البيضاوية بالعاصمة، بحضور عدد كبير من المندوبين ( 6آلاف حسب المنظمين) هتفوا بحياة المؤسس جاب الله، فوصفوه ب''الشجاع الذي لا يبيع المبادىء''. وتعهد جاب الله في خطاب طويل، ب''أن تكون مواقفنا وعلاقاتنا خادمة للدين والوطن والشعب، وألا نخون ولا نشهد شهادة الزور''. وأدرج حزبه الجديد وإطاراته ضمن ''النخب الحية في الأمة التي تسهر على الحفاظ على مقومات الأمة، وعلى حمل مشاكلها ومعالجة أزماتها وتفجير طاقاتها، وتوجيه آرائها''. وعلى عكس ما يراه متوفرا في حزبه وموارده البشرية، تساءل جاب الله، على سبيل انتقاد المسؤولين في الدولة، ''هل عملت النخب الحاكمة عندنا على حماية ثوابت ومقومات الأمة، وعلى إشاعة الحريات والحقوق دون تمييز ولا مفاضلة؟ هل كرست التداول على السلطة؟ هل حققت أمل الشهداء المبيّن في بيان أول نوفمبر؟ هل انتصرت لقضايا الأمة، خاصة قضية فلسطين؟ هل حققت الكرامة لكل أبناء الشعب، والحق في التمتع بكامل الحقوق دون تمييز؟''. مشيرا إلى أن ''معظم نخبنا لم تكن كذلك إلا بعض الاستثناءات، إذ هناك من بذل التضحية وله منا جزيل الشكر''. وتفاعل المندوبون مع خطاب رئيس ''العدالة''، الذي التحق بالقاعة تحت التكبيرات، وقدم خطابا عكس بوضوح المرجعية الإسلامية في برنامج الحزب. وحضر افتتاح الجلسات قادة أحزاب قديمة وجديدة، مثل عبد العزيز بلخادم وأبو جرة سلطاني وفاتح ربيعي ومحمد السعيد والطاهر بن بعيبش، ووزراء سابقون مثل عبد العزيز رحابي وعبد الرشيد بوكرزازة، ومسؤولو منظمات، مثل السعيد عبادو ونور الدين بن براهم. ووجه جاب الله تحية خاصة لبلخادم وخالد بن سماعين، والراحل الكبير عبد الحميد مهري الذي وصفه ب''رمز ساسة هذا الوطن''، لأن هؤلاء ناضلوا معه ''من أجل مصالحة حقيقية، شعارها لا غالب فيها ولا مغلوب، إذ من الظلم أن يعطي الغالب للمغلوب حقا واحدا فقط هو الحق في الحياة''. داعيا إلى ''إتمام المصالحة بما يرفع الغبن عن قطاع من المجتمع''. ويفهم من هذا الكلام أنه مغازلة للوعاء الانتخابي لجبهة الإنقاذ المحظورة، تعبر عن موقف رافض لحرمان قياداتها وأنصارها من تأسيس أحزاب. يشار إلى أن الهاشمي سحنوني، أحد مؤسسي الفيس، كان من بين المدعوين. وقال جاب الله إن حزبه إذا شارك في السلطة ''فسيكون من أجل الاصلاح، وليس من أجل تقاسم الريع''. ويتجه هذا الموقف لحمس الإسلامية خصوصا، انطلاقا من رأي قديم يحمله جاب الله عن حزب المؤسس محفوظ نحناح. وأوضح جاب الله أن الحزب ''سيقول رأيه في السياسة الداخلية والخارجية، بأمانة وأخلاق، أملا في أن يكتب الفوز لنا في الانتخابات، فالجبهة من حقها السعي لتحقيق هذا الهدف''. واعتبر الحزب الجديد ''وريث نضالات أهم مؤسسي الصحوة الإسلامية بالجزائر''، يقصد نفسه. واعتبر جاب الله الإصلاحات السياسية ''ايجابية مبدئيا، ولكنها ناقصة''. وأوضح بأن التعديل الدستوري المرتقب بعد التشريعيات ينبغي أن يوجد توازنا بين السلطات، لتفادي تغوّل السلطة التنفيذية على بقية السلطات. للإشارة جرت أشغال المؤتمر، بعد الخطاب، في جلسة مغلقة كان مقررا أن تنتهي بإفراز هياكل الحزب، وهي: مجلس شورى ومكتب وطني ورئيس.