جاب الله: نسعى لأن تكون جبهة العدالة والتنمية القوة السياسية الأولى في البلاد سنشارك في السلطة مشاركة حقيقية ولن نبقى إلى الأبد في المعارضة بدا أمس رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله متفائلا بمستقبله السياسي حيث عبر عن أمله في أن يصبح حزبه القوة السياسية الأولى في البلاد، معربا عن استعداد تشكيلته السياسية المشاركة مستقبلا في حكم البلاد وعدم البقاء ''إلى الأبد'' في المعارضة. وفي تصريح مقتضب للصحافة عقب إلقائه الكلمة الافتتاحية لأشغال المؤتمر التأسيسي لحزبه الذي احتضنت فعالياته القاعة البيضاوية بمركب محمد بوضياف الأولمبي، قال جاب الله '' نسعى لأن نصبح القوة السياسية الأولى في البلاد'' ورافع مطولا من أجل قناعات حزبه الجديد دون أن يخفي مخاوفه من احتمال حرمان جبهته من دخول التشريعيات المقبلة في حالة عدم حصولها على الاعتماد الرسمي قبل المهلة القانونية المحددة ب 20 مارس المقبل كآخر أجل لإيداع الترشيحات. وأمام حضور حاشد للمؤتمرين الذين غصت بهم القاعة البيضاوية وحضور لافت للضيوف من وجوه حزبية وشخصيات وطنية ورؤساء المنظمات الجماهيرية وتنظيمات المجتمع المدني قال جاب الله في كلمته المطولة أن حزبه يسعى للفوز في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة مضيفا '' من حقنا أن نسعى في تحقيق هذا الفوز'' مؤكدا بأن جبهة العدالة والتنمية '' فضاء مفتوح أمام المؤمنين بمشروعها دون النظر إلى ماضيهم '' وأبرز بأن من أهدافها إحياء المشروع الإسلامي والعمل بكل الوسائل السلمية على إحياء أمجاد الإسلام وتحقيق الأهداف التي نص عليها بيان أول نوفمبر، والاعتماد في العمل الحزبي على مرجعية ومبادئ العقيدة الإسلامية. وقدم جاب الله تطمينات في رسائل بصريح العبارة بأن جبهة العدالة والتنمية في حال وصولها إلى الحكم فإنها ستعمل بالمبادئ الديمقراطية وأن الأمة ستبقى مصدرا للتشريع وللسلطات وبأنها ستلتزم بالعمل بقوانين الدولة ونظمها، مع التأكيد على ضمان وصون كل الحقوق والحريات والأساسية الفردية منها والجماعية والعمل مع الجميع سواء كانوا إسلاميين أو وطنيين أو علمانيين أو يساريين، دون تمييز وكذا الدفاع عن الوحدة الوطنية والوقوف بالمرصاد في وجه كل من يهدد الوحدة الوطنية وضد كل محاولات للتدخل الأجنبي باستعمال الوسائل اللازمة والمناسبة. وفي هذا السياق دعا جاب الله إلى تسوية كل الخلافات بين الجزائريين داخليا '' وعدم اللجوء إلى الاستقواء بالخارج على اعتبار أن الخارج في الجوهر – يضيف – إنما هو عدو لا يبحث سوى عن مصالحه وأظافره ملطخة بدماء الأبرياء''. وفي سياق متصل أكد حرص حزبه ممارسة معارضة التقويم والتهذيب وليس المعارضة من أجل المعارضة، مبديا استعداد جبهة العدالة والتنمية '' المشاركة في تسيير شؤون البلاد مشاركة حقيقية '' وذلك '' من أجل البناء والإصلاح – كما أضاف - وليس من أجل تقاسم الريع''. وقال أن حزبه '' مع كل جهد يخدم إقامة نظام ديموقراطي تعددي صحيح ، يعمل على تكريس مبدأ الفصل بين السلطات ويحمي الشعب من الاستبداد والحريات من التعسف'' داعيا إلى تعديل الدستور من أجل تحقيق هذا المطمح لإيجاد توازن حقيقي بين السلطات و'' حتى ستطيع السلطة – على حد تعبيره أن تمنع تعسف السلطة ''، وتكريس إصلاح حقيقي من أجل ضمان تداول الأحزاب على السلطة ورافع في هذا السياق لأجل إدخال تعديلات جديدة على قانون الانتخابات بوضع إجراءات وآليات جديدة تحقق العدالة بين الأحزاب في الممارسة السياسية وتضمن المساواة بينها''. كما دعا المتحدث في سياق متصل إلى حياد الإدارة وعدم تحزبها أو انحيازها وأن يكون القضاء مستقلا إلى جانب الدعوة إلى أن تكون جميع مؤسسات الدولة في خدمة الجميع دون مفاضلة. ورافع جاب الله أيضا من أجل إتمام المصالحة الوطنية بما يرفع الغبن كما قال عن شريحة هامة من المجتمع الجزائري - دون أن يسميها - ويرفع عنها الظلم والحقرة. وأثناء تطرقه لملف العلاقات الإقليمية والدولية قال جاب الله أن حزبه يحترم كل الاتفاقيات المبرمة بين الجزائر والخارج في ظل الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون العربية كما دعا إلى تدعيم أجهزة الاتحاد المغاربي باعتبار '' أننا شعب واحد'' إلى جانب الدعوة أيضا إلى إدخال تعديلات على النظام الدولي حتى يكون – كما قال – في صالح كل الشعوب، وأبدى على صعيد آخر موقفا مؤيدا للثورات العربية التي أسقطت كما قال أنظمة استبدادية. تجدر الإشارة إلى أن من بين الشخصيات الحزبية والوطنية التي حضرت مراسيم افتتاح المؤتمر التأسيسي لجبهة العدالة والتنمية نجد السيد عبد العزيز بلخادم (الأفلان)، أبوجرة سلطاني ( حمس)، فاتح ربيعي ( حركة النهضة) ميلود قادري ( الجناح المنشق في حركة الإصلاح )، الدكتور علي زغدود ( التجمع الجزائري))، جلول جودي وتاعزيبت ( حزب العمال) ورؤساء أحزاب قيد التأسيس من بينهم محمد السعيد والطاهر بن بعيبش وممثل عن جبهة التغيير لمناصرة، إلى جانب شخصيات أخرى مثل السعيد عبادو، عبد العزيز رحابي، كريم يونس، عبد الرشيد بوكرزازة،خالد بن اسماعيل، مصطفى بوشاشي، نور الدين بن براهم والشيخ الهاشمي سحنوني.