أعاد شتاء 2012 موضة انتعال أحذية مصنوعة من مادة المطاط بقوّة، وأصبحت تشهد تهافتا كبيرا للمواطنين على اقتنائها، رغم ارتفاع سعرها إلى 1400دج، بعد أن أظهرت جدارتها في التصدّي للأوحال والبرك. كسّرت الثلوج المتساقطة قاعدة ارتباط انتعال الأحذية المطاطية على سكان الأرياف وفئة الفلاّحين فقط خلال ممارسة نشاطهم، وأخلطت أوراق سكان المدن، حيث اضطرّ المواطن، مُجْبَراً، على انتعال حذاء مطاطي يقيه الثلوج ومياه الأمطار، التي عجزت الجهات الوصية عن تصريفها لقلّة البالوعات أو لانعدامها. كما اهتدى الآباء إلى حيلة إقناع أبنائهم بصرف النظر عن ماركات الأحذية الرياضية، والعودة بهم إلى موضة الأجداد. فبعد أن كانت الأحذية المطاطية محلّ سخريّة لمنتعلها، قال أيمن، 13 ربيعا، إنّه لاقى استحسانا من زملائه في المدرسة، حيث حذوا حذوه للتخلّص من مشكل ارتدائهم لطبقات الجوارب التي يضاف إليها كيس بلاستيكي، لمنع البلل المتسرّب عبر الأحذية الجلدية. وحسب استطلاع ''الخبر''، أضحت الأحذية المصنوعة من المطاط المطلوب رقم واحد في الأسواق اليومية والأسبوعية للمدن. فبولاية البليدة، اتّجه نشاط أغلب تجار الأرصفة إلى الاستثمار في هذا النوع من الأحذية، وبيعها بأضعاف سعرها الحقيقي الذي كان يتراوح بين 150 دج و200 دج، لتحتلّ بذلك مصاف الأحذية الرّائجة بين أمسية وضحاها، ضامنة عودة المنتوج المحلّي إلى السّاحة.