وجهت الصحف والطبقة السياسية الفرنسية انتقادات اللاذعة للرئيس المنتهية عهدته، فور إعلان ترشحه لعهدة ثانية. بل صوب فرانسوا هولاند نباله على ساركوزي قبل أن يعلن هذا الأخير عن قرار الترشح بدقائق. وبتهكم قال في تجمع كبير أقيم في روان، مسقط رأسه، ''إننا انتظرنا كثيرا المفاجأة وهي تأتي لتقول لنا إنه يغادر''. وقوبل بالتصفيق الحار. ثم أضاف بسخرية ''الآن عرفنا أن الرئيس- المرشح أصبح المرشح-الرئيس''. أما منافسة ساركوزي في 2007، سيغولان رويال، فقالت ''فرنسا قوية؟ لم تكن فرنسا أضعف مما هي عليه اليوم'' والإشارة هنا إلى الشعار الذي اختاره ساركوزي في ملصقاته والتي حولها منتقدوه برسم البحر وسفينة تغرق، في محاولة تذكيره بسفينة ''كونكورديا'' الإيطالية التي تسبب قائدها في إغراقها. ذلك ما سجله فرانسوا بايرو (مرشح الوسط) الذي قال إن ''قائد الباخرة لا يغادرها وقد قادها الصخرة الصخور لتحطيمه''. وتهاطلت نبال جان لوك ملنشون (جبهة اليسار) ومار جورج بيفي (الحزب الشيوعي) وسيسيل دوفلو (مرشحة الخضر) ومارين لوبان (مرشحة المين المتطرف) ولم يرحم أحدهم الرئيس-المرشح. وكذلك فعلت الصحف وقد أفرغت غضبها على ساركوزي الذي قال ''أنا الآن فرنسي مثلكم جميعا''. وعنون صاحب افتتاحية ''ليبراسيون'' ب''الاتصال الضائع'' بينما كتبت ''الفيغارو'' المحسوبة عليه ''من كثرة عملة الدؤوب لصالح الشعب أغلق على نفسه في برجه العاجي''. والعبارة لطيفة جدا مقارنة بما نشر. وقالت صحيفة ''لونيون''.. ''إعلانه تافه واندفاعه يفتقد الروح التي تجعلك تحلم''. وكتبت ''لي إيكو'' رجل في عزلة في مواجهة المسلّمات''... وهكذا الجميع يصوب في وجه الرئيس نيرانه. وأشارت آخر نسب سبر الرأي إلى حصول هولاند على 28 بالمائة من الأصوات، مقابل 24 بالمائة لساركوزي و20 بالمائة لمارين لوبان.