شهدت عدة مدن سورية مسيرات داعية لإسقاط نظام الأسد تحت شعار ''جمعة المقاومة الشعبية''، فيما أكدت الهيئة العامة للثورة أن مدينة حمص تعرضت لأعنف قصف، وذلك بعد يوم من تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية على قرار مؤيد لتنحي الرئيس بشار الأسد ومدين للنظام، وهو التأييد الذي اعتبرته الإدارة الأمريكية تأكيدا على وقوف المجتمع الدولي إلى جانب مطالب السوريين. وكانت 137 دولة صوّتت بالموافقة على مشروع قرار إدانة النظام السوري المقترح من طرف قطر والسعودية والذي قدمته مصر باسم الدول العربية، في حين عارضت 12 دولة تأييد القرار في مقدمتها كل من الصين وروسيا، فيما امتنعت 17 دولة عن التصويت كانت الجزائر ولبنان من ضمنهما، وبالرغم من أن الرفض الروسي كان متوقعا، إلا أن السفير الروسي في الأممالمتحدة، فيتالي تشوركين، اعتبر أن القرار يعد سابقة خطيرة بالنسبة للأمم المتحدة. وهو تقريبا ذات الموقف الذي عبّرت عنه الصين التي أكدت خارجيتها أن الضغط على طرف واحد لا يخدم مساعي التسوية السياسية للأزمة في سوريا. من جهتها عبّرت الدول المساندة للإطاحة بالنظام السوري وتنحي الرئيس بشار الأسد عن ترحيبها بقرار الجمعية العامة بالإجماع، بالرغم من افتقاره لقوة قانونية تلزم الحكومة السورية، مثلما هو الحال مع قرارات مجلس الأمن. أما موقف الحكومة السورية والذي عبّر عنه ممثلها في الأممالمتحدة، بشار الجعفري، فقد جاء ليجدد رفض سوريا القاطع للقرار، معتبرا إياه ''مخططا للإطاحة بالحكومة''، مشيرا إلى أن الرئيس الأسد أكد مضيه في الإصلاحات المقررة. وفي سياق ذي صلة بتطورات الأوضاع الميدانية في سوريا، جاءت تصريحات جيمس كلابر، رئيس جهاز الاستخبارات القومية الأمريكية، أن المعلومات المتوفرة لدى الإدارة الأمريكية تشير إلى وجود مقاتلين من تنظيم القاعدة، فرع العراق في سوريا، مع احتمال أن تكون هذه العناصر وراء تفجيرات دمشق الأخيرة، مشيرا إلى أن عناصر القاعدة قد تكون انتسبت إلى صفوف جماعات الجيش الحر المنشق، عقب حث أيمن الظواهري على مساندة المنشقين لإسقاط نظام الأسد. وتأتي هذه المعلومات بالموازاة مع ما ذكرته صحيفة ''هاآرتس'' الإسرائيلية التي قالت إن كل من دولة قطر والمملكة العربية السعودية تسعيان للتنسيق مع تركيا لتمرير السلاح إلى المنشقين المسلحين في سوريا، مع الإشارة إلى تواجد قوات خاصة تابعة لقطر في سوريا تبحث سبل تقديم الدعم اللوجيستي. من جهته اعتبر نائب وزير خارجية روسيا، ميخائيل بغدانوف، أن مجموعة أصدقاء سوريا ''مجرد مجموعة من الهواة هدفهم التدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة منتهكين القانون الدولي''، فيما اعتبر وزير خارجية تونس، رفيق عبد السلام، أن المؤتمر لا يهدف إلى استنساخ النموذج الليبي، في تأكيد على أنه لا يهدف للتدخل في سوريا وإنما تقديم المساعدة الإنسانية للسوريين.