بعد أسبوعين لا تزال مناطق بولاية تيزي وزو معزولة بفعل كثافة الثلوج التي يقول كبار السن إنهم لم يعيشوها منذ ما يزيد عن نصف قرن، وخلف غضب الطبيعة، هذه المرة، 10 ضحايا وأزيد من 250 جريح، كما تسببت الثلوج في انهيار منازل ومؤسسات تربوية وإتلاف محاصيل زراعية وأشجار الزيتون التي تعتبر إحدى الثروات التي تعرف بها المنطقة. وبينت هذه الموجة الشبيهة بالمحنة هشاشة المنظومة الاقتصادية في بلادنا وعجز السلطات العمومية عن مواجهة الظروف الصعبة بالوتيرة التي يتمناها المواطنون، حيث ظلت العديد من المناطق دون كهرباء لأزيد من أسبوع، على غرار قرى ببلديات تميزار وأغريب وأزفون، كما عانى المواطنون من ندرة حادة في غاز البوتان في منطقة لا تزال فيها التغطية بالغاز الطبيعي تتطلب الكثير من العمل، وهي الندرة التي أرجعت المواطنين إلى الحلول البدائية والاستنجاد بالحطب لمقاومة موجة البرد التي لا تزال تخيم على الولاية إلى اليوم. وأثرت هذه الوضعية على المسار الدراسي لتلاميذ الولاية، حيث لا تزال أزيد من 600 مؤسسة تربوية لم تستأنف بها الدراسة بعد، ولن تكون غدا في العديد منها. وأمام عجز السلطات العمومية عن الاستجابة بشكل سريع لطلبات السكان المعزولين، ظهرت موجة من التضامن ونداءات المساعدة أبرزها تلك التي وجهها والي تيزي وزو للسلطات المركزية التي سارعت إلى تزويد الولاية بغاز البوتان بشاحنات انطلقت من مختلف ولايات الوطن شرقا وغربا، كما مدت وزارة التضامن سكان الولاية بعد أسبوعين من تساقط الثلوج بمواد غذائية تم توزيعها على المتضررين، مثلما ساهم كل من الاتحاد العام للعمال الجزائريين والهلال الأحمر الجزائري وجمعيات خيرية ومواطنين عاديين في جمع تبرعات وإرسالها للمتضررين في مختلف البلديات. ويبقى عدد معتبر من بلديات الولاية، للأسبوع الثالث على التوالي، تحت حصار الثلوج على غرار بلدية إعكوران التي لم تصلها كاسحات الثلوج إلا قبل يومين دون الحديث عن مناطق أكثر تضررا مثل بلديات إفرحونان، إللتن، عين الحمّام، بوزقان، إيلولة أومالو التي عانى سكانها أكثر ولا يزالون، حيث تستمر إلى غاية مساء أمس حملات التبرع لإغاثة المتضررين في قرى معزولة.