يتجه أعضاء مجلس شورى حركة مجتمع السلم نحو ترسيم مبادرة تحالف الإسلاميين، ممثلين في ''حمس والإصلاح والنهضة''، بعد أن جمعهم أبو جرة سلطاني في دورة ''طارئة'' أمس، دعا فيها إلى ''تعديل الخطة التنفيذية للعام الجاري''. تحدث رئيس حركة مجتمع السلم، أمس، بلغة الواثق من فوز الإسلاميين في الموعد التشريعي المقبل، وسعى أمام أعضاء مجلس الشورى الذين اجتمعوا في دورة طارئة لتعديل خطة الحركة، بما يمكن من ترسيم التحالف مع كل من ''الإصلاح'' و''النهضة''، بغرض إعداد قوائم انتخابية مشتركة في موعد 10 ماي القادم. وعزز سلطاني ما رآه ''أدلة'' على قرب إعلان الإسلاميين فائزين، فقال إن موقفه مبني على سبعة أسباب عدها في: ''أن عاطفة الشباب الجزائري تميل أكثر إلى الثقة في هذا التيار الذي صوت لصالحه في كل الاستحقاقات منذ دخلت الجزائر عهد التعددية''، وأن ''التيار الإسلامي استوعب الدرس جيدا وصار متشبعا بثقافة الديمقراطية والوطنية''، كما أن ''طروحات الإسلاموفوبيا قد استنفدت أغراضها السياسية، وأن الفزاعة الإسلامية تأكد زيفها وبطلانها''، كما أكد سلطاني أن ''تصويت الشعوب الإسلامية لصالح التيار الإسلامي صار حقيقة انتخابية عامة''، موضحا أن ''أغلب الجزائريين مقتنعون أن القوة الانتخابية المرجحة يحوز عليها المتعاطفون مع الإسلاميين، علاوة على أن هذا التيار، يعدّ الأكثر تنظيما وانضباطا''. وقرأ سلطاني التصريحات التي تطلقها بعض قيادات الأحزاب ضد التيار الإسلامي، بطريقة عكسية، وقال إن تلك التصريحات ''المعادية'' سيستفيد منها التيار الإسلامي، لأنها ''ممارسات مستفزة لمشاعر الرأي العام، وقد تتحوّل إلى حملة انتخابية مجانية للإسلاميين''. وتوقع رئيس''حمس'' أن تكون قواعد اللعبة الانتخابية مغايرة، كما أن التصويت على القوائم الانتخابية سيكون مشتتا، خاصة بعد دخول 20 حزبا جديدا الساحة السياسية. لذلك، عزا أبو جرة لمجلس شوراه تعديل الخطة لغرض لم يصرح به، لكنه جلي ويتعلق بطلبه ''ضوء'' أخضر من الأعضاء لتوقيع ورقة التحالف، مع كل من ''الإصلاح'' و''النهضة'' في طريق وضع قوائم انتخابية مشتركة. ويرى سلطاني أن الانتخابات المقبلة ''ستقدم للرأي العام العيّنة السياسية للإصلاحات، التي إما أن تعكس طموحات الشعب وتستجيب لتطلعاته، وإما أن تستفزه وتزرع فيه المزيد من اليأس''. وقرأ زعيم ''حمس'' خطاب الرئيس الأخير، على أنه ''قدم خريطة انتخابية ضاغطة على الواقع، محفوفة بإكراهات خارجية وتدافع داخلي، يضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية''.