سلطاني: التيار الإسلامي سيفوز لأن العالم لم يعد يخشى الإسلاميين أعرب أمس رئيس حركة مجتمع السلم بوجرة سلطاني عن يقينه بأن الكفة سترجح في استحقاق يوم 10 ماي المقبل لفائدة التيار الإسلامي الذي رشحه لحصد أغلبية مقاعد البرلمان القادم '' لسبعة أسباب ''، غير أنه لم يخف خشيته من تشتيت أصوات الناخبين بالنظر للعدد الكبير من الأحزاب المرشحة لدخول سباق التشريعيات بعد أن تعززت الساحة السياسية بما لا يقل عن 20 تشكيلة سياسية جديدة. وبهذا الصدد قال سلطاني خلال إشرافه على افتتاح أشغال الدورة الاستثنائية لمجلس الشورى الوطني للحركة أن الوضع الجديد المتميز بكثرة عدد الأحزاب المرشحة لدخول ميدان السباق نحو قبة البرلمان يحتم التكيف مع هذا المستجد ورسم إستراتيجية جديدة لدخول الانتخابات في إشارة إلى '' التكتل الإسلامي '' الذي وافقت حركته على دخوله والذي استدعى لأجل دراسته المجلس الشوري في دورة أمس التي سيعلن عن نتائجها صباح اليوم في ندوة صحفية كما كشف بالمناسبة عن طموحه لتجميع القوى الإسلامية والوطنية والديمقراطية للخروج من النظرة الحزبية إلى صناعة أسر سياسية جديرة بالتأسيس لمرحلة جديدة. وبالنسبة لرئيس '' حمس '' فإن ثمة معطيات موضوعية لفوز الإسلاميين بالأغلبية حصرها في سبعة نقاط وهي أن '' عاطفة الشباب الجزائري عموما تميل إلى الثقة أكثر في هذا التيار الذي قال أنها صوتت لصالحه في كل الاستحقاقات منذ أن دخلت الجزائر عهد التعددية إلى جانب أن التيار الإسلامي حسبه '' قد استوعب الدرس جيدا وصار متشبعا بثقافة الديمقراطية والوطنية، وهو اليوم – يضيف – في مجمله يكافح سلميا من أجل استكمال بناء الدولة المدنية القائمة على الحريات وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية ورعاية العهود والمواثيق. ومن بين الأسباب أيضا التي أمالت الكفة لصالح التيار الإسلامي حسب أبو جرة '' كون أن أطروحة الإسلاموفوبيا قد استنفذت أغراضها السياسية وان الرأي العام العالمي قد سلم بأن الفزاعة الإسلامية التي كانت ترفعها الأنظمة التي وصفها بالمستبدة قد تأكد حسبه زيفها وبطلانها بسقوط الأنظمة المستبدة، فضلا عن كون أن تصويت الشعوب الإسلامية لصالح التيار الإسلامي صار على حد تعبيره '' حقيقة انتخابية عامة '' في كل الأقطار التي جرت بها انتخابات شفافة. كما يرى أبو جرة سلطاني في ذات السياق أن أغلب الجزائريين صاروا مقتنعين بأن القوة الانتخابية المرجحة يحوز عليها المتعاطون مع التيار الإسلامي بغض النظر عن تسمياتهم واختلافات بعض قياداتهم، معربا عن يقينه بأن الاحتياطي النائم من وعاء الكتلة الناخبة هو الوعاء الإسلاميين كما قدر بأن التيار الإسلامي في الجزائر هو الأكثر تنظيما وانضباطا والأقدر على إقناع الرأي العام بخطابه وبرنامجه ورجاله، فيما اعتبر أن ما يصدر عن بعض قادة الأحزاب من تصريحات غير مسؤولة هي ممارسات مستفزة لمشاعر الرأي العام وهي التي قد تتحول إلى حملة انتخابية للإسلاميين.من جهة أخرى عاد أبو جرة للحديث عن الأسباب التي دفعت قيادة حزبه لاستدعاء مجلس الشورى الوطني في دورة استثنائية والتي لخصها في '' الرغبة في مساعدة قيادة الحركة على اتخاذ قرار شوري – ديمقراطي من أجل ما عبر عنه بتصويب الخطة ( الورقة السياسية التي صادق عليها ذات المجلس قبل 55 يوما والمتعلقة بالمواعيد الانتخابية وكيفية التعاطي معها) من خلال تقديم قراءة سياسية للساحة الوطنية وعرض الفرص والتحديات ووضع السيناريوهات المحتملة للخارطة المستقبلية معربا عن أمله في المساهمة بها في التأسيس لثقافة سياسية جديدة تدشن الجزائر بها عهدا جديدا للديمقراطية.رئيس حمس لم يتأخر في كلمته في إبراز عناصر المقاربة الجديدة التي قال أن حركته تعكف على بلورتها من أجل العمل على إقناع من أسماهم بالمتخوفين والمترددين والمشككين وناصبي الفزاعات بالخروج من قوقعة حالة الطوارئ والتخلص من فوبيا المأساة الوطنية وقراءة خريطة التحولات الجيوسياسية في المحيط الإقليمي والدولي قراءة متأنية تمكن الجميع من مسايرة الوعي الإيجابي الذي طرا على الواقع السياسي الجزائري والسعي أيضا لإقناع من أسماهم بالمترددين بأهمية التصويت لتحقيق مشاركة واسعة لصناعة مستقبل مشترك للجميع إضافة إلى مرافعته من أجل الانفتاح على جميع التيارات السياسية وفق مبادئ واضحة وكذا السعي لتجميع القوى الإسلامية والوطنية والديمقراطية للخروج من النظرة الحزبية إلى صناعة أسر سياسية جديرة بالتأسيس لمرحلة جديدة.