فتحت مصالح الرقابة وقمع الغش على مستوى الوطن تحقيقات معمقة مع عدد من الصيادلة الذين يتعاملون مع مهربين لأدوية تكون منتهية الصلاحية، من خلال تغيير التواريخ. وتبين بأن الأدوية يكون مصدرها الحدود الشرقية، ويتم اقتناؤها بأسعار رخيصة من قبل موزعي الأدوية بالجملة في تونس. وشددت مصالح الجمارك وحرس الحدود، بالتعاون مع مصالح الرقابة الاقتصادية وقمع الغش بوزارة التجارة، على التصدي لظاهرة تهريب الأدوية التي يقترب تاريخ صلاحيتها من الانتهاء أو المزوّرة والتي لا تكون لها أي فعالية. ونقلت مصادر ''الخبر'' بأن ''مافيا تهريب الأدوية استغلت، في وقت سابق، مشكل الندرة وأغرقت السوق بأدوية مشكوك في فعاليتها ومصدرها''. وأضافت مصادر طبية مسؤولة بأن ''حملة التفتيش التي مست عددا من الصيدليات، ترتكز أساسا على مصدر الأدوية وموزعها، والتدقيق في مخزون الصيدليات والمخازن التي تملكها هذه الأخيرة، بعيدا عن مقر الصيدلية نفسها''. وتشمل الأدوية التي يتم تهريبها المضادات الحيوية وبعض المشروبات الدوائية، خاصة ما بتعلق بالزكام والسعال الحاد، على الرغم من أنها غير صالحة أصلا للاستعمال وتشكل خطرا على صحة المواطن. وكانت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات تلقت من عمادة الأطباء والنقابة الوطنية للصيادلة الخواص، عدة مراسلات تحذر من المتاجرة في الأدوية المهربة مجهولة المصدر، والتي تباع عن طريق عدد محدود من الصيادلة، الذين يعتمدون على طرق غير مشروعة لتحقيق الربح ولو كان ذلك على حساب صحة المواطن. وقال رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، بقاط بركاني ل''الخبر''، بأنه ''كلما كانت هناك ندرة في الأدوية يتم الاعتماد على طرق غير مشروعة والاحتيال على المرضى''.وقال الدكتور بركاني بأن أغلب هذه الأدوية المجهولة، يؤشر عليها بأنها غير قابلة للتعويض على مستوى صندوق الضمان الاجتماعي، حتى لا يتم كشف التزوير''. واعتبر المتحدث بأن ''الأدوية مجهولة المصدر والمزوّرة، تدخل، حسب المعلومات المتوفرة، عبر الحدود مع تونس''. وأضاف ''أغلب من يتعاملون مع المهربين، هم صيادلة يتعاملون أيضا ببيع الأدوية بالعملة الصعبة عن طريق إدخالها عبر المطارات والموانئ أيضا''. واستغرب أن يغامر صيدلي بمساره المهني بالمتاجرة في أدوية منتهية الصلاحية أو مجهولة المصدر، والتي تهدد صحة المواطن عند تناولها بخلق مضاعفات. وطالب المتحدث بتشديد الرقابة على الحدود ومنع دخول مثل هذه الأدوية، والتركيز على عمليات التفتيش الفجائية للصيادلة وموزعي الأدوية أيضا.