أسلاك كهربائية سقطت على رأس القذافي أثناء هروبه فشلت لجنة الأممالمتحدة بشأن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان بليبيا، في تحديد أسباب وفاة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ونجله محمد المعتصم. وخلصت لجنة التحقيق الدولية بشأن ليبيا، في التقرير المنشور أول أمس الجمعة، إلى أن العقيد القذافي ونجله، اللذين أسرهما بشكل منفصل في 20 أكتوبر الماضي، مقاتلون من مصراتة، ماتا بعد ذلك بقليل في ظروف غير واضحة. وأضاف التقرير أن ''اللجنة غير قادرة على الجزم بأن موت القذافي كان اغتيالا غير قانوني، وتطالب باستكمال التحقيق، بسبب تضارب الشهادات''. يقول التقرير إن نجل القذافي، المعتصم، ومساعديه، تمكنوا، على ما يبدو، من إقناعه بمحاولة الفرار من مدينة سرت، مسقط رأسه، واللجوء إلى الصحراء. وبينما كان الجميع يزحفون على بطونهم فوق الرمال خلال محاولة الهروب، سقطت على رأس القذافي أسلاك كهرباء من محوّل كان قد تعرض للضرر. كما أصابته شظايا قنبلة رماها أحد حرَّاسه، فضلَّت هدفها وانفجرت بالقرب منه، فأصابته بجروح. وقال التقرير إن القذافي الذي عُزل مع عدد قليل من رجاله داخل منزل تحاصره قوات المعارضة من كل جانب، كان، على ما يبدو، يريد البقاء والقتال، لكنه أُقنع بالفرار إلى الصحراء. وذكر التقرير أن المعتصم القذافي قرر، في 19 أكتوبر الماضي، الفرار من سرت، مع تقدم قوات المعارضة نحو المدينة الساحلية. وفي اليوم التالي، خرج المعتصم مع والده في قافلة من 20 مدرَّعة وبصحبتهما 200 مسلح وبعض النساء والأطفال، لكن القافلة وقعت في كمين نصبه لها مقاتلو المعارضة، فانفصلت عن بعضها عندما تعرَّض لها المسلحون. لكن مركبة كانت تتقدم العربة الخضراء التي كان يستقلها القذافي، أصيبت بصاروخ كانت قد أطلقته القوات التابعة لحلف ''الناتو'' فانفجرت، ما تسبب بفتح الوسائد الهوائية في عربة القذافي نفسه. وجاء في مسودة أخرى من التقرير أن ''الرجلين كانا رغم إصابتهما حييْن لدى أسرهما، ومن ثم فإنهما ماتا وهما في قبضة الثوار''. وأوضحت الوثيقة بأن السلطات الليبية رفضت السماح للجنة بالاطلاع على تقرير تشريح جثة العقيد القذافي، مشيرة إلى أن أطباء اللجنة لا يستطيعون الاكتفاء بصور الجثة لتحديد سبب الوفاة. واعتبر التقرير أن عرض جثتيْ الرجلين علنا لعدة أيام ''يشكل انتهاكا للأعراف الدولية''. وقد أثارت ظروف موت معمر القذافي جدلا في ليبيا، حيث أكدت السلطات أنه قتل في تبادل إطلاق نار، في حين أشارت مصادر كثيرة أخرى إلى قتله دون محاكمة. وذهبت مصادر أخرى إلى اتهام حلف الناتو بالتسبب في مقتله من خلال قصف موكبه، ما أدى إلى إصابته بجروح، قبل أن تتم تصفيته لاحقا على يد ثورا ليبيين. وفي سياق متصل، أظهر تقرير اللجنة الأممية أن خمس غارات لحلف شمال الأطلسي، خلال النزاع الليبي عام 2011، أدت إلى مقتل 60 مدنيا وجرح 55 آخرين. وأضاف التقرير أن غارتين أخريين ألحقتا أضرارا بالبنى التحتية المدنية، من دون تحديد أي هدف عسكري. ورغم هذه المعلومات، خلص التقرير إلى أن الحلف الأطلسي ''شن حملة دقيقة جدا وبالغة التحديد لتفادي الخسائر المدنية''. وتعاكس نتائج التقرير الأممي، تحقيقات ميدانية قامت بها منظمات حقوقية ووسائل إعلام، تؤكد استهداف حلف الناتو لمدنيين ليبيين يفوق عددهم رقم 60 قتيلا. سياسيا، أسست جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، بالتنسيق مع إسلاميين آخرين، نهاية الأسبوع، حزبا جديدا، من المنتظر أن يكون طرفا رئيسيا في أول انتخابات تجرى في البلاد شهر جوان المقبل.