اعتبرت الخارجية الروسية أن مشروع القرار الأمريكي الجديد بشأن الأزمة السورية لا يختلف كثيرا عن المشاريع السابقة، في تأكيد على أنها ستصوّت ضده في حال عرضه على مجلس الأمن، حيث أكد نائب وزير الخارجية، غينادي غاتيلوف، أن بلاده ''تدعو لأن يكون نص المشروع أكثر توازنا ولا يسعى إلى إدانة النظام السوري''. يأتي الموقف الروسي هذا، في وقت تسعى الولاياتالمتحدة إلى عرض نص مشروع قرار جديد، يعد الثالث من نوعه في محاولة للحصول على شرعية دولية لتحديد نوعية التدخل في سوريا للإطاحة بالنظام، مع الإشارة إلى أن المساعي الدولية لحل الأزمة السورية بدأت تأخذ أبعادا جديدة، فبالموازاة لسعي الأممالمتحدة لإيفاد كوفي عنان، المبعوث الخاص إلى دمشق السبت المقبل على أمل فتح قناة حوار مع السلطة السورية، تتزايد الأصوات الداعية إلى وضع حد للأزمة عبر توجيه ضربة إلى النظام، على غرار ما دعا إليه السيناتور الجمهوري جون ماكين، في بيان صادر أول أمس، مطالبا بسرعة ''توجيه ضربة جوية ضد نظام الرئيس الأسد لإجباره على التنحي عن السلطة''. في وقت أعلن الرئيس باراك أوباما أن بلاده ''تسعى في الوقت الحالي إلى إيجاد مخرج سياسي من خلال التضييق على السلطة السورية ودفعها إلى التنحي، مع حث المعارضة على توحيد الصف''. بالموازاة مع ذلك اعتبر رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أن إقامة ممرات آمنة لحماية المدنيين أصبحت حتمية ''يجب أن تفتح الممرات لنقل المساعدات فورا''، في حين طالب العاهل السعودي والأمير القطري خلال لقائهما في العاصمة السعودية، الرياض، بضرورة ''إنقاذ الشعب السوري''. في مقابل هذه المساعي، تحاول بعض الدول العربية تقديم اقتراحات قد تلقى القبول لدى كل الأطراف المتصارعة. وفي هذا السياق أشارت صحيفة ''الصباح'' العراقية الحكومية الصادرة أمس إلى أن وزراء الخارجية العرب سيبحثون، خلال لقائهم المقرر قبل القمة العربية في 29 مارس، مقترحا عراقيا لحل الأزمة السورية، والقاضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية ممثلة لكل الأطياف السياسية، على أن تُمنح صلاحية التفاوض مع المعارضة، إلى جانب الدعوة إلى وقف إطلاق النار. من جانبها أكدت الخارجية الإسبانية، على لسان وزير الخارجية خوسيه مانويل مارغايو، أن بلاده تتجه نحو إغلاق سفارتها في دمشق احتجاجا على استمرار السلطات السورية في اللجوء للعنف لقمع المتظاهرين. فيما أكدت الخارجية السورية إغلاق سفارتها في العاصمة البريطانية احتجاجا على أسمته ''التدخل السافر لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون في شؤون سوريا''. من جهته جدد الرئيس بشار الأسد تأكيده على أن ما تتعرض له بلاده ''مؤامرة خارجية'' نتيجة لأجندة تهدف للإطاحة بكل الدول المعارضة للهيمنة الأمريكية، خلال لقائه وفدا ممثلا للبرلمان الأوكراني، وأشاد في حديثه بالمواقف الصينية والروسية. ميدانيا، أفاد المرصد الوطني لحقوق الإنسان استمرار الاشتباكات بين الجماعات المسلحة التابعة للجيش الحر والجيش السوري، فيما تأكد سقوط ما لا يقل عن 15 قتيلا، في حين أوردت بعض المواقع الإلكترونية خبر اعتقال الجيش السوري 13 ضابطا فرنسيا في حمص.