يستعد الرئيس السوري بشار الأسد لدعوة الشعب السوري للاستفتاء على دستور جديد في البلاد، كخيار سياسي وسلمي لحل الأزمة التي مر عليها عام، وسط شد وجذب بين الدول الكبرى المطالبة بضرورة وقف أعمال العنف في سوريا عن طريق تنحي الأسد. وقالت الأممالمتحدة أمس أن استخدام روسيا والصين حق الفيتو ضد القرار الأممي أعطى الأسد الضوء الأخضر للقيام بأعمال إبادة ضد شعبه الأعزل. وسط حالة الفوضى الإعلامية والأمنية والسياسة التي تشهدها سوريا منذ عام، من المقرر أن تعلن قريبا السلطات السورية عن موعد الاستفتاء الدستوري، كما قالت وزارة الخارجية الروسية أن السلطات السورية ستعلن في القريب العاجل موعد إجراء الاستفتاء العام حول مشروع الدستور، مضيفة أن موسكو تأمل في أن تصبح الانتخابات بعد ذلك متناسبة مع المعايير الديمقراطية. وقالت ماريا زاخاروفا، نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة في الخارجية الروسية: "الأسد تسلم وثيقة مسودة الدستور انتهى العمل عليها للتو". وتابعت القول "في القريب العاجل ستعلن سلطات البلاد موعد إجراء الاستفتاء العام على الدستور". من جهتها، قالت نافي بيلاي، مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن "التجاوزات التي تقوم بها السلطات السورية تشير إلى احتمالات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ضد عدد من المدنيين العزل، وهو أمر يتعين إحالته على المحكمة الجنائية الدولية". وقالت بيلاي إن استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في الرابع من فبراير ضد مشروع قرار يندد بالحكومة السورية ويدعم خطة للجامعة العربية تطالب الأسد بالتنحي، شجع دمشق على تكثيف هجماتها على المدنيين. ولا تزال كل من الصين وروسيا تشددان في رفضهما لمسودة قرار بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي يؤيد خطة عربية تحث الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي وسط الحملة العنيفة التي تشنها حكومته على جماعات المعارضة، وقال ون جيا باو، رئيس وزراء الصين، أن هناك حاجة ملحة لمنع الحرب والفوضى في سوريا وتعهد بالعمل مع الأممالمتحدة سعيا لإنهاء الصراع الأهلي في البلاد. بينما أعلن غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن مبادرة جامعة الدول العربية لإرسال قوات مشتركة عربية دولية إلى سورية تتطلب توضيحات. وقال غاتيلوف في تصريحات لوكالة أنباء "ايتار تاس " على هامش زيارته إلى إسرائيل: "نحن بشكل عام مستعدون للنظر في هذا الخيار، لكن يجب أن نعرف تماما عن أي بعثة يدور الحديث.. ما زالت تصلنا معلومات متناقضة". وعن الموقف الأمريكي، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن بلادها تدعم أحدث خطة تقدمت بها جامعة الدول العربية بشأن سوريا، لكنها ترى أن هناك تحديات أمام الحصول على موافقة الأممالمتحدة على إرسال قوات حفظ سلام لوقف العنف الذي تمارسه الحكومة السورية ضد الاحتجاجات. وناقشت كلينتون الشأن السوري مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو ووافقت على مناقشة خطوات أخرى في الاجتماع الافتتاحي لمجموعة اتصال جديدة تشكلت تحت اسم "أصدقاء سوريا" في تونس في 24 فيفري القادم.