استشهد 14 فلسطينيا في قطاع غزة، خلال قصف وحشي بالصواريخ والطائرات الحربية الإسرائيلية على القطاع، بدأ منذ عصر أول أمس الجمعة واستمر إلى غاية الساعات الأولى من فجر أمس السبت، فيما ردت المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها بإطلاق نحو 90 صاروخا نحو المستوطنات القريبة من القطاع أصابت ثمانية أشخاص، بينهم ثلاثة عمال أجانب بجروح. قال الناطق باسم الإسعاف والطوارئ، أدهم أبو سلمية، إن ''جثث الشهداء التي وصلت مستشفيات القطاع كانت عبارة عن أشلاء ممزقة أغلبها مفصولة الرأس من شدة القصف كما أن هناك 21 جريحا وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة لتلقي العلاج من إصابات مختلفة، ومن بين الإصابات طفل وصحفي وزوجته وبعض الحالات الخطيرة''. وأصيب سكان قطاع غزة، حسب مصادر إعلامية من عين المكان سبالهلع''، خاصة النساء والأطفال من شدة وكثرة الغارات التي نفذتها طائرات الاحتلال، ما أعاد إلى أذهانهم أجواء حرب الرصاص المصبوب التي شنتها إسرائيل على القطاع في ديسمبر 2008 جانفي 2009، وأدت إلى استشهاد 1400 إضافة إلى آلاف الجرحى. وقال مركز سواسية لحقوق الإنسان ''إن العدوان الإسرائيلي على غزة خطير جدا، وكان مبيتا''، واعتبر أنه ''بمثابة دق ناقوس خطر حقيقي، وينذر بحدوث كارثة صحية حقيقية وخطيرة، في حال استمر هذا التصعيد، بسبب نفاد مخزون الأدوية والمستهلكات الطبية من مستودعات ومستشفيات وزارة الصحة بغزة، هذا بالإضافة إلى استمرار انقطاع الكهرباء عن قطاع غزة، بسبب نفاد السولار وتوقف محطة الكهرباء. وبخصوص ردود الأفعال الأولية طالبت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية بوقف ''التصعيد الخطير'' في قطاع غزة، متهمة إياها بالعمل على تدمير ما تبقى من محاولات لإنقاذ عملية السلام المتعثرة. وحمّل نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية ''التصعيد الخطير''، سواء ما جرى في قطاع غزة أو ما يجري في الضفة الغربية، والذي شمل سلسلة الاغتيالات، وتدمير البنى التحتية وسياسة الاقتحامات. وقال أبو ردينة ''مطلوب من الحكومة الإسرائيلية وقف هذا التصعيد الخطير، خاصة أن هناك توترا هائلا في المنطقة بأسرها، ولا نريد استمرار تدهور الأمور بشكل لا يمكن الدفاع عنه''. وأضاف: ''كما نطالب الجميع بعدم إعطاء إسرائيل فرصة لمثل هذا التصعيد؛ لأن نوايا الحكومة الإسرائيلية، سواء كانت في الضفة الغربية أو في غزة، هي تدمير المشروع الوطني الفلسطيني، وتهويد القدس والاستمرار فى الاستيطان، وخلق مناخ سلبي لتدمير ما تبقى من محاولات لإنقاذ عملية السلام المتوقفة والمتدهورة أصلا''، داعيا إلى تحرك دولي جدي ل''لجم التصعيد'' الإسرائيلي، في ظل القلق على الأوضاع في المنطقة برمتها. من جانبها شددت وزارة الخارجية المصرية على إسرائيل بضرورة الوقف الفوري لهذه الغارات، معربة عن انزعاج مصر الكبير جراء تلك الاعتداءات الإسرائيلية. وصرح وزير الخارجية المصري محمد عمرو أن ''مصر تقوم حاليا ببذل الجهود وإجراء الاتصالات الضرورية من أجل الوقف الفوري لهذا التصعيد الإسرائيلي، حقنا لدماء الأشقاء''.