تسببت الفيضانات التي شهدتها بعض الولايات، خلال اليومين المنصرمين، في وفاة 5 أشخاص وتشريد 92 عائلة، جراء السيول المعتبرة التي جرفت بيوتها، حسب آخر حصيلة. وتشير تقارير مراسلينا إلى أن سكان هذه المناطق المتضررة يتخوفون من خطر انجراف التربة وانهيار المساكن، بفعل تشبع التربة بمياه الأمطار والثلوج التي تهاطلت خلال الأسابيع الأخيرة. عودة الفيضانات في الطارف سد الشافية يبتلع عائلة من 3 أفراد وإجلاء 42 عائلة منكوبة انتشلت مصالح الحماية المدنية، أمس، جثة طفل ذي تسع سنوات من مصب وادي خرواعة بسد الشافية، بعد أن جرفته سيول الوادي، الجمعة الماضي، رفقة والديه عند محاولتهم اجتياز جسر على متن سيارتهم. وقد تم العثور على جثته على حواف الوادي على بعد 1 كلم من مكان الجسر، في حين لا تزال عمليات البحث عن جثتي والديه متواصلة بسد الشافية والوادي، حيث جندت مصالح الحماية المدنية 40 عونا و8 غطاسين و3 زوارق مطاطية لعمليات البحث. حسب شهود عيان ممن شهدوا الحادثة، فإن الأب في عقده الخامس من العمر والأم في عقدها الرابع، وينحدران من بلدية وادي الزيتون. وتتخوف مصالح الحماية المدنية من أن تستقر جثتا الوالدين بقاع السد بفعل وجود طبقة سميكة من الأوحال، وهو الأمر الذي يزيد من صعوبة البحث. وقد أحدثت عودة الفيضانات في المنطقة الغربية بالطارف، التي تسببت فيها الأمطار المتساقطة خلال 48 ساعة الماضية دون انقطاع، والتي بلغت 30 ملم، حالة هلع كبيرة وسط السكان الذين استفاقوا على طوفان المياه الفيضية، خاصة ببلديات البسباس وبن مهيدي والشط، حيث تم إجلاء 33 عائلة بحي بن عمار نحو متوسطة بوضياف، وإسعاف شخصين تعرضا لضيق في التنفس، وكذا إنقاذ 5 عائلات من الغرق بحي بورمانة و4 بحي لعلايمية ببلدية بن مهيدي، في حين تجري عمليات إجلاء باقي عائلات هذين الحيين المعرضين لطوفان وادي بوناموسة المجاور، نحو مركز الطفولة المسعفة. وقد انتشرت جميع وحدات الحماية المدنية بمعية مصالح الأمن والدرك الوطنيين عبر عدة نقاط، لإنقاذ المواطنين واستنفار سكان الأحياء التي لم يصلها الفيضان بعد، خاصة بالتجمعات القريبة من ضفاف الوديان التي امتلأت عن آخرها وفاضت في العديد من النقاط، كوادي سيبوس وبوناموسة وأم السعد والوادي الكبير. ولا تزال عدة أحياء محاصرة بالمياه من جميع الجهات، الأمر الذي منع الوصول إلى السكان، ويتعلق الأمر بحي الحمامدة وكذا سيدي عابد بمجموع 5 آلاف نسمة، في حين تم تسجيل انسداد 10 طرق من بينها 3 طرق وطنية، هي الطرق رقم 44 و16 و84، وتسجيل حادثي مرور خلفا 8 جرحى بدرجات خطورة متفاوتة. وقد حمل رؤساء البلديات المتضررة مسيري سد شافية مسؤولية حدوث هذا الفيضان الثاني في ظرف أسبوعين، لتسريحهم المياه دون إشعارهم بالأمر، رغم نقلهم، أول أمس، تخوفات المواطنين من الفيضان بعد سقوط كميات الأمطار المعتبرة. وهو الأمر الذي لم يردعهم، حسبهم، ولم يتخذوا الاحتياطات اللازمة لمواجهة أي طارئ. في الوقت الذي لا يزال الخوف يسيطر على المواطنين من تسريح مياه سدي الشافية وبوحمدان، وسط موجة عارمة من الاستياء والاستنكار لعمليات تسريح المياه الفائضة من السدود دون إشعار مسبق، عكس الإشعار الرسمي الذي وجهته مصالح سد الشافية إلى هيئة تسيير شركات ''كوجال'' لأشغال الطريق السيار شرق غرب، حسبما كشف عنه رؤساء بلديات الجهة الغربية المتضررة. الطارف: أ.ملوك / ف: زيداني ''الخبر'' تزور حي ''الكونتابات'' بعد 48 ساعة من انجراف التربة التلاميذ يبكون زميلهم مروان والأب المفجوع ينتظر الفرج المعلمة شطبت اسم الطفل الضحية من دفتر الحضور لتفادي الصدمة استيقظ سكان بلدية بوزريعة بالعاصمة، أمس، على ضجيج الجرافات وهي تزيل الحي القصديري ''الكونتابات'' الذي شهد حادث انزلاق التربة، أول أمس، أودى بحياة أم وابنها، بعد أن انتقلت العائلات المتضررة إلى المدرسة الابتدائية ''هرمز جميلة''، في حين لا يزال الوالد المنكوب الذي تم انتشاله من تحت الردم بالعناية المركزة بمستشفى بن عكنون، دون أن يتلقى زيارة أي مسؤول محلي. دخل تلاميذ السنة الثانية بالمدرسة الابتدائية ''هرمز جميلة'' ببوزريعة إلى القسم، صبيحة أمس، في جو تعيس حزنا على زميلهم مروان ذي 11 ربيعا، الذي باغتته الموت وتوفي إثر انجراف التربة تحت بيته القصديري. فالجميع رفض الاعتراف بموت زميلهم سوى هشام الذي خرج من دائرة الصمت التي حلت على القسم، وقال: ''كنت حاضرا أثناء وقوع بيت مروان وشاهدت الجيران ينتشلون أمه فقط ولم أعلم بوفاته إلا عندما تصفحت أمس جريدة ''الخبر'' التي نشرت صورته''. أول شيء قامت به المعلمة، بلعيد صليحة، صبيحة أمس، هو شطب اسم مروان موفق الذي احتفل بعيد ميلاده ال11 منذ أسبوع، من دفتر الحضور ووضعت مكانه جملة ''توفي في حادث انزلاق التربة''. الإجراء لم يكن سهلا حسب ما أفادتنا به المعلمة، بل قامت به لتتفادى ذكر اسمه أثناء الحصة، نظرا للصدمة التي أصابت التلاميذ، مشيرة إلى أن مروان كان كثير الحركة بالقسم، حيث كان المسؤول عن القسم نظرا لكبر سنه... تتوقف المعلمة للحظات بعد أن تغلب عليها الحزن والدموع، وتواصل قائلة: ''مروان كان الابن الوحيد وكان لا يفارق والدته التي كانت تتردد على المدرسة دائما لمعرفة وضعيته الدراسية وتتابع كل مشواره الدراسي''. غادرنا المدرسة وتوجهنا مباشرة إلى مستشفى بن عكنون، حيث لازال السيد موفق يقبع في العناية المركزة، بعد أن فقد زوجته 48 ساعة من قبل وتم انتشاله من تحت الردم. كانت حالته النفسية جد متدهورة بعد اطلاعه، أمس، على هلاك ابنه الوحيد وزوجته، وكان لا يزال يرتدي لباسه الملطخ بالدم والأوحال. وبمجرد أن اقتربنا منه انفجر بالبكاء وقال: ''لا يسعني سوى أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل... توفيت زوجتي وابني ولم يكلف أي مسؤول نفسه تقديم العزاء، لم يزرني أي شخص لمواساتي...لا أعلم إن كانوا قد دفنوهم أم لا''. ومن شدة الحزن والأسى لم يتمكن الوالد المنكوب الذي أجريت له عملية جراحية في الرجل، من مواصلة الحديث وفضل السكوت وانتظار الفرج. بيوت قصديرية أكثر أمنا! بعد خروجنا من مستشفى بن عكنون، توجهنا مباشرة إلى الحي القصديري المنكوب للاطلاع على أوضاع العائلات البالغ عددها قرابة 50 عائلة، التي احتلت بعد الحادثة الطابق الأول من المدرسة الابتدائية المجاورة لهم ''هرمز جميلة''، هروبا من المصير الذي حل بعائلة موفق، لكن إقامتهم، حسب المتضررين بالابتدائية، لن تدوم أكثر من ثلاثة أيام، حيث تلقوا إنذارا من طرف رئيس البلدية والوالي المنتدب لدائرة ببوزريعة بإخلاء المكان والذهاب إلى أهاليهم إلى غاية إيجاد حل لهم، مؤكدين في تصريحاتهم ل''الخبر'' على عدم الانصياع لأوامر هؤلاء المسؤولين. وقد أشار المتضررون إلى أن الوالي المنتدب لدائرة بوزريعة طلب منهم التوجه إلى الحي القصديري ببوسماحة وبناء بيوت قصديرية أكثر أمنا من الحي الذي يتواجدون به. الجزائر: سميرة مواقي البلدية اقترحت عليهم اختيار قطعة أرضية لإقامتها سكنات مؤقتة للمنكوبين في انتظار الترحيل النهائي تجمع، صبيحة أمس، العشرات من سكان حي ''الكونتابات'' الفوضوي ببوزريعة في العاصمة، أمام مقر الدائرة الإدارية، لمطالبة السلطات المحلية بالتكفل بهم جراء ظاهرة انجراف التربة التي تعرضت لها سكناتهم، أول أمس، وتسببت في وفاة سيدة وابنها ردما. وتم استقبال ممثلين عنهم من طرف الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لبوزريعة، الذي اقترح عليهم إعادة بناء مساكنهم على قطعة أرض أخرى، ووجههم بدوره إلى رئيس البلدية ليتكفل بالمهمة. وفي حدود الساعة 11 صباحا اجتمع رئيس بلدية بوزريعة عبد الرحمن عبدي ونوابه وكذا محافظ الشرطة لبوزريعة، واقترح ''المير'' على المنكوبين اختيار مساحة أرضية بتراب البلدية بغية إعادة بناء سكنات للمنكوبين مؤقتا، في انتظار ترحيلهم إلى سكنات لائقة! مشددا على ضرورة إخلاء مدرسة ''هرمز جميلة''، والتي يقطن فيها السكان منذ يومين، للسماح للتلاميذ بمزاولة دراستهم بصفة عادية. وقال رئيس بلدية بوزريعة ل''الخبر'' التي حضرت الاجتماع، إن مصالحه تتحمل مسؤولية ما جرى في حي ''الكونتابات''، مشيرا في نفس الوقت إلى أن مصالح البلدية أرسلت عدة تقارير عن الحي الذي لم يعد يصلح للسكن. وأوضح السيد عبدي أن المجلس المنتخب سيجتمع اليوم لاتخاذ قرار بإخلاء الحي نهائيا من السكان وإزالة كل البيوت، ونقلهم إلى مكان آخر، نفس الشيء سيتخذ بالنسبة لحي بوفريزي وحي بوسكول، لتفادي وقوع كارثة أخرى مثلما حصل مع سيدة وابنها، 37 و11 سنة، من عائلة موفق اللذين ماتا ردما إثر انجراف للتربة بحي ''الكونتابات''. من جهة أخرى، أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس بتشريح جثتي الضحيتين الموجودتين على مستوى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى بني مسوس، على أن يتم دفنهما بولاية وهران مسقط رأسهما. الجزائر: محمد الفاتح خوخي أراضي 20 بلدية في بجاية مهددة بظاهرة الانزلاقات تنقل فوج من خبراء الدراسات الجيولوجية، خلال الأيام الأخيرة، بأمر من والي بجاية، لإعداد دراسة شاملة حول خطر الانزلاقات الأرضية التي تهدد العشرات من القرى في الكثير من البلديات. وعلى ضوء نتائج تقارير هؤلاء، سيتم الفصل في إمكانية ترحيل كل سكان قرية أيت علي أومحند الذين يتجاوز عددهم 1500 ساكن. وحسب مصادر محلية، فإن السلطات وضعت في الحسبان عدة اقتراحات لإيجاد حل نهائي لمأساة سكان قرية أيت علي أومحند، الذين يعيشون فوق طبقات أرضية غير مستقرة. وما يثير مخاوفهم أكثر هو تصاعد وتيرة الظاهرة الطبيعية خلال السنوات الأخيرة، حيث أن مساحات واسعة انزلقت وتحركت من مكانها بما فيها منازل وأشجار. وتضيف نفس المصادر أنه من جملة الاقتراحات المتوقعة التي ستتخذها سلطات الولاية، الترحيل الجماعي للسكان، فحسب ما صرح به الوالي ''سيتم اختيار قطعة أرضية في منطقة آمنة من أجل بناء سكنات جماعية للمعنيين، لكن وبسبب الطابع الفلاحي للمتضررين، فإن هؤلاء يقترحون على السلطات تخصيص قطع أراض يشيدون عليها منازلهم، بينما يطالب متضررون آخرون بترحيلهم إلى السكنات الاجتماعية الجاهزة. وحسب الخبراء، فإن ظاهرة الانزلاقات الأرضية تخص نحو 20 بلدية ببجاية، وهي تقتحم اليوم حتى بعض الأحياء بوسط مدينة بجاية مثل حي سيدي أحمد. بجاية: ع. رضوان أعادت إلى الأذهان كارثة خريف 2002 الفيضانات تعزل سكان بلدية الدهوارة بفالمة ألحقت الأمطار الطوفانية التي تساقطت على ولاية فالمة، خلال اليومين الماضيين، أضرارا جسيمة بالعديد من المنشآت الفنية ببلدية الدهوارة، جنوب شرقي عاصمة الولاية، حيث عاش سكانها بمركز البلدية وببعض المشاتي حالة رعب، ليلة أمس الأول، بعدما داهمتهم السيول الجارفة من أحد المرتفعات، في ما يشبه الطوفان، حسب سكان من المنطقة. وقال مواطنون من البلدية التي ظلت، صباح أمس، معزولة بفعل تراكم الطمي على بعض الجسور جهتي وادي الشحم وحمام النبائل، بأنّ الأمطار الطوفانية التي تساقطت على المنطقة أعادت إلى أذهانهم فيضانات خريف سنة 2002 التي خلفت وقتها 3 ضحايا ونفوق مئات الرؤوس من الثروة الحيوانية. فالمة: إبراهيم غمري بعض العائلات فرت من بيوتها ولجأت إلى الأقارب انزلاق التربة يهدد مدينة عزازفة تعرضت عدة تجمعات سكنية ومرافق عمومية وخاصة بمدينة عزازفة بتيزي وزو لتشققات وتصدعات، بفعل تحرك الأتربة بسبب تساقط الثلوج والأمطار التي تهاطلت بكثافة على إقليم الولاية. وقد أدى ذلك إلى فرار بعض العائلات التي تقطن بوسط المدينة من بيوتها والتحقت بالأقارب للمكوث عندهم خوفا من أن تسقط منازلهم الآيلة للانهيار. واستنادا إلى مدير التعمير والبناء، محمد لابراش، فقد هرعت الفرق التقنية المختصة في البناء بمعية فرقة المراقبة التقنية للبناء، إلى موقع الانزلاق لمعاينة حجم الأضرار الناجمة عن انجراف التربة، والوقوف على مدى تضرر البنايات وتحديد كيفية إعادة ترميمها أو هدمها، كما تضرر الطريق الوطني رقم 71 جراء انزلاق التربة. تيزي وزو: م. حابت احتجاجات بسبب انزلاق التربة في العاصمة وقعت، أمس، مشادات عنيفة بين سكان الحي الفوضوي الواقع بأعالي جبل كوكو في فريفالون بالعاصمة وعناصر من الشرطة، جراء إقدام العشرات من الشباب على قطع طريق تريولي. وبعد ساعة من الفوضى والهلع الذي أصاب مستعملي الطريق، تمكنت مصالح الأمن من ضبط الأمور وتفريق المتظاهرين. ويأتي غضب السكان احتجاجا، مثلما قالوا، على صمت رئيس بلدية وادي قريش حيال انزلاق التربة خلال اليومين الفارطين جراء تساقط كمية معتبرة من الأمطار وتضرر بعض البيوت. الجزائر: سميرة مواقي