تسببت موجة البرد المرفوقة بتساقط الثلوج على العاصمة وضواحيها، في تشريد العائلات القاطنة في السكنات الهشة والبيوت القصديرية، الذين وجهوا نداءات استغاثة إلى السلطات المحلية، لتحويلهم إلى المدارس أو دور الشباب وحمايتهم من خطر الانهيار وتسرب المياه التي وصلت إلى أزيد من متر ببعض أحياء العاصمة. عاش سكان الأحياء القصديرية والسكنات الهشة، طيلة ليلة أمس، حالة تأهب بسبب الأمطار الغزيرة وكمية الثلوج التي تساقطت على عدد من بلديات العاصمة، خاصة الواقعة منها في المرتفعات، على غرار بوزريعة، واد قريش، وكذا المناطق الوسطى الحراش وبراقي، أين أُجبر سكانها على المبيت في الشارع والاستنجاد بالمسؤوليين المحليين، إلا أنهم لم يتلقوا أي رد. والأغرب في كل هذا وجود عائلات تحتمي في خيم وتستنجد بسلطاتها ورغم ذلك لم يتم توجيهها إلى أماكن الإغاثة، وهو ما عاشته عائلة “عمارة عز الذين” التي كانت ضحية شرارة كهربائية بالمولد أدت إلى وفاة طفليها منذ حوالي شهرين، لتجد نفسها بين ليلة وضحاها في الشارع دون أي مأوى، ليعاد السيناريو هذه المرة مع الفيضانات التي أغرقت خيمته وجعلته مشردا في الشارع، أين لجأ إلى السلطات المحلية، بما فيها رئيس البلدية، عبد الكريم أبزار، الذي رفض الحديث معه وأخطره بضرورة إزالة الخيمة من المكان، غير أن هذا الأخير رفض وهدد بالانتحار في حال إقدام السلطات على إزالة مأواه..! الوضع نفسه عاشه أمس سكان حي السيلاست الفوضوي، ببلدية بني مسوس، عندما انجرفت التربة وأدت إلى حدوث هزات بسكناتهم، ما استدعى تدخل مصالح البلدية، غير أن هذه الأخيرة التزمت الصمت رغم علمها بالخطر المتربص بهم. كما أن عشرات العائلات ببوزريعة وواد قريش تعاني من ذلك، عندما أقدم الشبان القاطنون بأعالي بوفريزي بالضبط العائلات المتضررة من فيضان الوادي، والتي انهارت سكناتها بسبب الامطار، على القيام بأحداث شغب في الطريق المؤدي إلى تريولي، وأسفرت عن كسر سيارتي شرطة، فضلا عن غلق الطريق المؤدي إلى شوفالي وشل حركة المرور لساعات. من جهتنا حاولنا الاتصال بالنواب المكلفين بالعمران في البلديات المتضررة، إلا أننا لم نتمكن من ذلك. غير أن مصدرا محليا ببلدية بوزريعة اعترف بالضرر الذي يعيشه سكان البنايات الهشة والأحياء القصديرية على مستوى العاصمة عامة وبلدية بوزريعة خاصة، بعد انهيار بعض البيوت وتسرب المياه في بعض السكنات الهشة. المجلس البلدي اعترف بعدم توفره على الإمكانيات اللازمة للتكفل بهم، خاصة أن المشكل معمم على أغلب بلديات العاصمة، والحل يقتضي أن يكون جذريا للقضاء على لمشكل نهائيا.