تناقلت وسائل الإعلام العالمية، أمس، خبر اكتشاف ما لا يقل عن 47 جثة في حي كرم الزيتون بمحافظة حمص السورية، حيث اتهمت المعارضة الجيش النظامي بارتكاب المجزرة. فيما أفادت المصادر السورية الرسمية أن الجماعات المسلحة هي من تقف وراء اغتيال المواطنين. وطالب المجلس الوطني السوري بعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي للتباحث حول تطورات الأوضاع في سوريا. فيما شدد الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، خلال اجتماع الدول الأعضاء في مجلس الأمن على ضرورة وقف إراقة الدماء كمقدمة لتجسيد أي مبادرة سياسية. ويأتي هذا الطلب العربي في الوقت الذي أكد فيه المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان، صعوبة مهمة وقف العنف. وفي المقابل، أشار وزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، إلى أن الاتفاق العربي الروسي لا يعني أن الطرفين توصلا إلى رؤية موحدة بخصوص حل الأزمة السورية، بسبب أن الاتفاق المبدئي في حاجة إلى المزيد من التفصيل. في حين يرى المتابعون للأزمة السورية أن التعاون العربي السوري صعب التنفيذ للتباين الكبير في وجهات النظر، إلا أنه قابل للتوافق فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية. وبهذا الخصوص أشار الناطق الرسمي باسم منظمة التعاون الإسلامي، طارق بخيت، إلى أن المنظمة تلقت الموافقة الرسمية من السلطات السورية على إدخال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في المناطق المتوترة في سوريا. مشيرا إلى أن الأمين العام للمنظمة، أكمل الدين إحسان أغلو، سيلتقي بوزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلنتون، من أجل التباحث، غدا في واشنطن، حول الأوضاع في سوريا. ومن جهتها، كشفت صحيفة ''لوفيغارو'' الفرنسية، نقلا عن مصادر دبلوماسية، تراجع رهان الدول الغربية على إمكانية تعديل موسكو لموقفها حتى بعد سقوط ما يقارب 8000 شخص، حسب الأرقام المقدمة من طرف لجان تنسيق الثورة السورية. ويتزامن هذا الطرح مع تصريحات الرسميين السوريين المؤكدة على قبول السلطة السورية الخطة العربية-الروسية، حيث أكد سفير سوريا في موسكو، رياض حداد، قبول بلاده لما تم الاتفاق عليه في القاهرة خلال اجتماع وزراء الخارجية العربية ووزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف. أما على الصعيد الميداني، فقد أكدت لجان تنسيق الثورة السورية على استمرار الاشتباكات بين الجيش السوري والجيش الحر المنشق عنه في مناطق متفرقة من سوريا، ما أسفر عن مقتل لا يقل عن 20 قتيلا، حسب حصيلة غير نهائية للهيئة العامة للثورة السورية.