''الجزائر أمام فرصة استغلال خزان من الكفاءات إذا وفرت المناخ الملائم'' طرح، أمس، حوالي 53 خبيرا وأخصائيا جزائريا من المقيمين بالمهجر والعاملين في مختلف القطاعات الصناعية والعلمية، من بينهم ناشطون في منطقة ''سيليكون فالي'' أكبر المناطق العلمية التكنولوجية الأمريكية، مقترحات وعروضا قابلة للاستغلال في الجزائر، كما التزموا بتقديم الدعم والمصاحبة للمشاريع الصغيرة وتأطير الشباب المقاول. أوضح الخبراء الجزائريون، خلال لقاء نظم بفندق هيلتون بمساهمة وزير الصناعة محمد بن مرادي والبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي ورئيس مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي اسماعيل شيخون، بأنهم مستعدون لتقديم الدعم الكامل في عدة قطاعات وتحديد خارطة طريق ترسي علاقة دائمة بينهم وبين الوطن الأم، لمساعدة حاملي المشاريع الاستثمارية على تطويرها وتسخير خبرتهم لتطوير عدة قطاعات ونشاطات اقتصادية. في نفس السياق، كشف السيد محمد طايبي، المدير العام للوكالة الوطنية لتثمين نتائج البحث والتنمية التكنولوجية ل''الخبر''، على هامش اللقاء، أنه تم الشروع في تمويل حاملي مشاريع من الجزائريين بالمهجر، وتم في البرنامج الأول القبول ب10 مشاريع من مجموع 15، مع ضمان تغطية تمويل ما بين 4 إلى 5 مشاريع ويتم تمويل ومصاحبة خمسة مشاريع من قبل الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب في إطار تأسيس مؤسسات مصغرة، ويرتقب دراسة 15 مشروعا جديدا من فرنسا في مجال البحوث المبتكرة، منها 8 تم القبول بها مبدئيا، ويساهم الاتحاد الأوروبي في التمويل بقيمة 35 ألف أورو مقابل تمويل جزائري ب100 مليون دينار. وسيتم تقييم المشاريع الجديدة في جوان المقبل، في وقت بدأت ثلاثة مشاريع استثمارية تتجسد، مضيفا أن هناك 60 حامل مشروع في حاضنة سيدي عبد الله ومشروعا لإقامة أربع حاضنات لمشاريع استثمارية في ورفلة وعنابة وتيزي وزو ووهران. وعن المشاريع الثلاثة المعتمدة، أشار طايبي إلى قطاع الصيانة الصناعية ومصلحة تطوير البحوث الطبية وتطوير المعلوماتية. بالمقابل، كشف وزير الصناعة والمؤسسات المتوسطة والصغيرة وترقية الاستثمار، السيد محمد بن مرادي، أنه يرتقب التوقيع على عدة اتفاقيات بين المؤسسات العمومية وممثلي الشتات الجزائري في الولاياتالمتحدةالأمريكية لتسهيل تأسيس مؤسسات مصغرة، مشيرا، على هامش افتتاح منتدى حول الدور الذي ستلعبه هذه الجالية في الاقتصاد الوطني، إلى التوقيع على عدة اتفاقيات تعاون بين مسؤولي المؤسسات الجزائريةالأمريكية وحاضنة مدينة سيدي عبد الله الجديدة ومشتلة المؤسسات المتوسطة والصغيرة. من جانبه، أشار وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، السيد موسى بن حمادي، إلى أن هنالك مسعى لإقامة عدة حاضنات وتوفير الفضاءات الملائمة لتطوير المحتوى وتأطير الشباب من حاملي المشاريع، مضيفا أن دعم الشتات الجزائري مرغوب وأنه يتم التفكير في إقامة أكاديمية افتراضية، يمكن أن تساهم في دعم الاقتصاد الجزائري، معترفا بقصور في التسيير حسب المقاييس الدولية وبضرورة تحسين هذا الجانب بمساعدة الخبرة الجزائرية بالخارج. من جانبه، أعلن رئيس مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي، السيد اسماعيل شيخون، عن تنصيب لجنة وزارية مشتركة لإعداد خارطة طريق تسمح بإقامة مشاريع ملموسة للشتات الجزائري في الولاياتالمتحدةالأمريكية، في تأسيس وترقية المؤسسات الصغيرة في الجزائر. وأضاف أن اللجنة ستضم ممثلي المؤسسات العمومية المعنية بترقية المؤسسات الصغيرة المتوسطة وإنشاء مناصب الشغل والتنمية الاقتصادية وممثلين عن الجمعية الدولية للجزائريين المقيمين بالخارج. رئيس الجمعية الدولية للجزائريين بالخارج عبد الوهاب رحيم ل''الخبر'' ''الجزائر أمام فرصة استغلال خزان من الكفاءات إذا وفرت المناخ الملائم'' شدد السيد عبد الوهاب رحيم، رئيس الجمعية الدولية للجزائريين بالخارج، على ضرورة توفير الظروف والمناخ الملائم لاستقطاب الخبرة الجزائرية بالمهجر ومن مختلف التخصصات الاقتصادية والتكنولوجية، كاشفا عن سلسلة من اللقاءات التي ستنظم مع خبراء ومختصين ومتعاملين جزائريين تباعا في الجزائر، لتقديم مقترحات على دعم مشاريع في مختلف التخصصات. وأوضح رحيم، في تصريح ل''الخبر''، بأن الوفد الأول الذي جاء إلى الجزائر للاطلاع على إمكانية تقديم المساعدة والخبرة، ضم 35 جزائريا، منهم من أقام مشاريع أو يساهم في مجال التطوير في أكبر منطقة تكنولوجية وعلمية ''سيليكون فالي'' بالولاياتالمتحدة، والتزموا بتحويل معارفهم ومصاحبة أصحاب المشاريع في الجزائر وحتى نقل جزء من نشاطاتهم واستثماراتهم إذا ما توفرت الظروف الملائمة. ولاحظ رحيم أن ما قامت به الصين وتركيا، يمكن أن تقوم به الجزائر لأن هنالك مئات الآلاف من الكفاءات يمكن استغلالها وتوظيفها في الجزائر والاستفادة منها، شرط إبداء حسن النية والإرادة الكاملة، مضيفا أنه يعتبر من جزائريي المهجر، لأنه أقام لسنوات عديدة، قبل أن يقرر الاستثمار في الجزائر وأن هناك عشرات النماذج المماثلة التي يمكن أن تستفيد منها الجزائر لو سمحت له الفرصة. وأكد رحيم أن الخبراء والباحثين والمتعاملين الجزائريين، اكتسبوا خبرات عالمية وأن الوفد الذي قدم إلى الجزائر من الولاياتالمتحدة، يحمل مشاريع وأفكارا يمكن استغلالها وتوظيفها وتحويل المعرفة والتكنولوجيا. في نفس السياق، كشف رحيم عن تنظيم ملتقى دولي يجمع الشباب المتعاملين الجزائريين بالمهجر وتفعيل عمل الجمعية التي تضم متعاملين وخبراء وأخصائيين من عدة قطاعات وتخصصات في أوروبا وشمال أمريكا، يتم ربطهم بشكة تواصل تضمن تنسيقا في تحركهم. وتسعى الجمعية إلى تقديم خارطة طريق وبرنامج كامل يشمل ما يمكن أن يقدمه هؤلاء لفائدة الاقتصاد الجزائري، سواء على مستوى المصاحبة والتكوين والتأهيل أو تحويل المعارف التكنولوجية.