ستشهد القمة الأولى للأعمال الأمريكية-المغاربية الذي تحتضنها الجزائر ابتداء من الثلاثاء المقبل أهم مشاركة للشركات والهيئات الأمريكية، في محاولة جديدة لضمان تموقع اقتصادي لواشنطن في المنطقة، واقتراح بدائل جديدة بعد فشل مشاريع الاندماج السابقة المقترحة خلال التسعينيات وبداية سنوات .2000 يتجاوز عدد الشركات الأمريكية الكبرى التي ستحضر إلى الجزائر الخمسين، حسب منظمي القمة التي تعتبر الأولى من نوعها بالنسبة للمنطقة، ومن بينها المجموعات الكبرى النافذة والمؤثرة في الاقتصاد الأمريكي، إلى جانب الهيئات المتخصصة الداعمة للاستثمار من بينها ''اكزيم بنك'' و''اوبيك''، يضاف إليهم ممثلين عن كتابة الدولة للخارجية والتجارة والخزينة والاقتصاد والطاقة وحتى البيت الأبيض الذي سيوفد ممثلا عنه، ومن بين الحضور الذي تم تأكيد مشاركتهم مساعد كاتب الدولة للاقتصاد والطاقة وشؤون الاعمال خوزي فرنانداز. وترغب واشنطن من خلال الحضور النوعي والمكثف للشركات والهيئات المتخصصة، إعطاء دفع قوي، وتقديم مؤشرات إيجابية، فضلا عن السعي لتجاوز الإشكال السياسي القائم في المنطقة. ويعد لقاء الجزائر أكبر وأهم تجمع لرجال الأعمال والشركات الأمريكية والمغاربية أيضا، حيث ينتظر أن تشارك أكثر من 100 شركة ومؤسسة مغاربية في نفس القمة. ويساهم في تنظيم القمة كتابة الدولة الأمريكية للخارجية والتجارة ومجلس الأعمال الجزائري-الأمريكي الممثل من الجانب الجزائري من قبل إسماعيل شيخون، وعن الجانب الأمريكي بول ميكولاتشاك، وتنظم اللقاءات على مدى يومين بفندق هيلتون، بحضور عدة خبراء وأخصائيين مغاربة ينشطون بالولاياتالمتحدة، وخاصة في المنطقة التكنولوجية ''سيليكون فالي'' جنوب سان فرانسيسكو . ومن بين مميزات لقاء الجزائر، مشاركة الدول المغاربية الخمس، بعد أن أقصت واشنطن ليبيا من مبادرة ''أيزنستات'' ببسام مساعد كاتب الدولة ستيوارت ايزنستات خلال التسعينيات، كما تشهد مساهمة رسمية جزائرية من خلال مشاركة عدة وزراء من بينهم وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار محمد بن مرادي. واختار المنظمون عدة محاور من بينها تدعيم المقاولة والاستثمار الخاص والابتكار وتطوير المبادرات التي تتجاوز حدود الدول، وتشجيع الشركات الأمريكية على الاستثمار في المنطقة، ومساهمة الخبرات المغاربية التي تعيش في المهجر على المشاركة في دعم مشاريع خاصة في المجالات التكنولوجية وإرساء شبكات للأعمال، وإنشاء حاضنات خاصة بالمشاريع الاستثمارية في منطقة المغرب العربي، وتشجيع القطاع الخاص والمقاولين الشباب على تطوير مشاريع خاصة، وتلتزم الولاياتالمتحدة بدعم المشاريع المحددة من قبل البلدان المغاربية خاصة تلك التي لها بعد إقليمي. وتحاول واشنطن تجاوز المشاكل التي عرفتها مشاريعها ومبادراتها السابقة من خلال تجنيد العديد من الهيئات، والتركيز على مشاريع حساسة ذات بعد تكنولوجي تلقى القبول من قبل الدول المعنية، وتوظيف الجالية المغاربية والكفاءات المتواجدة في الولاياتالمتحدة لإعطاء دفع أكبر لهذه المشاريع التي يتم القيام بها من قبل الدول المغاربية.