رغم حرمانهم من قاعة ''السينيماتيك'' في آخر لحظة من طرف مديرية الثقافة لولاية وهران، نظمت مجموعة ''أجواد الجزائر: الذاكرة'' لقاءها في مقر جمعية ''فارد'' النسوية، مساء الخميس الماضي، بحضور جمهور غفير من عائلات ضحايا الإرهاب. وكشفت رجاء علولة، أرملة الراحل علولة، أن مديرة الثقافة لولاية وهران منحت التسريح لمنظمي هذا اللقاء، قبل أن ''يخبرنا حارس قاعة السينماتيك بأنه يجب أن نقدم له تسريحا مكتوبا ومختوما من مديرة الثقافة التي كانت غائبة''. وأوضحت أن هذا اللقاء يأتي بمبادرة من نزيم مقبل وآمال فار الذهب، واختير يوم 22 مارس لأنه ذكرى المسيرة الكبرى التي انتظمت سنة 1994 في الجزائر العاصمة للمطالبة بحماية المواطنين والجزائر من الإرهاب الإسلاماوي. واضطر المنظمون إلى عقد اللقاء في القاعة الضيقة لجمعية ''نساء جزائريات مطالبات بحقوقهن'' (فارد) التي لم تتسع للحضور، الذين تابع كثير منهم مجرياته من الشارع. وقالت منشطة اللقاء الآنسة رحاب علولة ''إن النسيان أخطر من الموت. فالذاكرة لا تحتاج إلى علاج معقد، بل يلزمها فقط منبها لتستيقظ''. وعرض بالمناسبة فيلم قصير من إنجاز أمال كاتب، يروي قصة عودة شاب جزائري إلى مدينته من أفغانستان، يلتقي بحبيبته التي تخفت في شقة. وفي محاولته العثور على آلة لفتح قارورة، يباغته إرهابيون في سلم العمارة ويطلقون عليه النار. واستهلت الآنسة أسمهان بختي، بنت الكاتب الصحفي الراحل بختي بن عودة، الشهادات بقراءة قصيدة لوالدها ''مطارات''. وهي القصيدة التي ألفها الراحل سنة 1993 بعد عودته إلى وهران، من رحلة إلى إيطاليا حيث شارك في ملتقى حول الفلسفة المعاصرة. واستمع الحضور بخشوع دامعين لهذه الفتاة اليافعة التي اختطف الإرهاب والدها حين كانت رضيعة، وهي تقرأ ''مطارات''. وقرأت متدخلة مقطعا من نص الباحث في العلوم الاقتصادية عبد الرحمن فار الذهب، الذي اغتاله الإرهابيون في حظيرة السيارات قرب منزله بوهران وهو في طريقه إلى الجامعة. وحضر الشاعر الشعبي بلاحة بن زيان صديق الراحل عبد القادر علولة، عن طريق قصيدة قرأها في غيابه أمين بوكراع. وقرأت الشاعرة عايدة سعدي قصيدة أهدتها لروح بختي بن عودة ''بكيت''.