فضّل وزير الداخلية الفرنسي، كلود غيون، التزام الصمت وعدم الإدلاء بأي تصريح، ردا على تصريحات محامية دفاع والد محمد مراح. وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد وجهت له سؤالا حول تعليقاته بخصوص الشريط الذي تحدثت عنه المحامية، وكان جوابه الصمت. كشفت المحامية مختاري زهية، في ندوة صحفية نشطتها أول أمس بالجزائر، أن بحوزتها شريطي فيديو، بمدة 20 دقيقة لكل واحد منهما، يثبتان أن محمد مراح قال لمحاصريه قبل موته: ''لماذا تريدون قتلي؟ (...) أنا بريء''. ووعدت بالتنقل إلى فرنسا قريبا لرفع دعوى قضائية، و''تفجير الحقيقة''، والكشف عن ملابسات عملية الحصار ثم قتل المتهم في اغتيال أربعة يهود وثلاثة جنود بتولوز ومنتوبان. وفندت أقاويل رئيس فرقة ''الريد''، الذي قال إن مراح كان البادئ بإطلاق النار على محاصريه. في هذه الآونة سجل المعلقون الفرنسيون أن ساركوزي يبدو وكأنه يقود ''حملة وزير داخلية''، وليس حملة ''رئيس الجمهورية'' . والإشارة هنا إلى توظيف قضية تولوز في الحملة، خاصة فيما يتعلق بالمبادرات الأمنية التي اتخذت فور الأحداث الأخيرة، من تضييق على شبكة الأنترنت والتهديد بالطرد والاعتقالات العشوائية. وقد وعد ساركوزي بتقديم برنامجه الانتخابي يوم الخميس المقبل، أي أسبوعين قبل الدور الأول، بعد عودته من لاريونيون التي زارها منافسه هولاند، ومنها وعد هذا الأخير ب''الضرب''، ويقصد تشديد اللهجة اتجاه ساركوزي في المنعطف الأخير من الحملة. ووصف هولاند غريمه ساركوزي، أمام حشود الأنصار، ب''كبير الواعدين وصغير الفاعلين''. وشبهه بما ورد في قصة الصبي واللوحة السحرية، إذ يكتب الصبي ويرسم أشياء كثيرة على اللوحة، ثم يمحها بعد سويعات. ''ذلك ما رسمه (ساركوزي) خلال خمس سنوات، ويريد الآن محوه''، يقول هولاند. وتتمحور أفكار برنامج ساركوزي، حسب الأصداء، حول البطالة والتربية والعدالة والهجرة، أي تلك التي صنفتها استطلاعات الرأي، منذ بضعة أيام، كأولويات لدى الشارع الفرنسي. كما أشارت مصادر إعلامية فرنسية إلى تخلي الرئيس المنتهية عهدته عن نشر كتابه. وكشفت أنه تراجع عن الجزء المتعلق بأيامه الأولى في قصر الإليزي وقصة اليخت ومطعم ''الفوكتز''، ومفارقة زوجته سيسيليا، وغيرها من الأمور التي تحدث عنها بإطناب في وسائل الإعلام. من جانبها بادرت قناة ''فرانس ''2 إلى جمع المرشحين العشرة، أو ممثليهم، في حصة تلفزيونية مشتركة في 16 أفريل، أسبوعا قبل التصويت، لعرض برامجهم.
