أعلن في العاصمة تونس، أول أمس، عن إعادة فتح التسجيل للتدريس بجامع الزيتونة؛ أحد أبرز منارات الدّين الإسلامي المعتدل في شمال إفريقيا في السابق بعد إغلاق استمر عقوداً سعياً لمواجهة التّشدُّد الديني الّذي تقوده تيارات سلفية منذ اندلاع ثورة تونس العام الماضي. ووسط حضور أهالي مدينة العتيقة، وفقاً لوكالة رويترز، تمّ فتح الأقفال الموضوعة على أبواب الهيئة العلمية للجامع بإذن قضائي أنهى إغلاق هذه المؤسسة الّذي استمر في حكم الرئيسين العلمانيين السابقين لتونس الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي. وفي أوّل أيّام التّسجيل بجامع الزيتونة تدفَّق عشرات الشبان والفتيات للفوز بمقاعد للدراسة والّذي سيتم خلاله اعتماد عديد من المواد مثل العقيدة والأخلاق والمنطق والسِّيرة النّبويّة. يُذكَر أنّ جامع الزيتونة هو أوّل جامعة في العالم الإسلامي؛ بدأت دروسها قبل 1300 سنة. ولم يكن المعمار وجماليته الاستثناء الوحيد الّذي تمتّع به جامع الزيتونة، بل شكَّل دوره الحضاري والعلمي الريادة في العالم العربي والإسلامي، إذ اتّخذ مفهوم الجامعة الإسلامية منذ تأسيسه وتثبيت مكانته كمركز للتّدريس، وقد لعب الجامع دورًا طليعيا في نشر الثقافة العربية الإسلامية في بلاد المغرب. ومن أبرز رموز الزيتونة الشيخ الطاهر بن عاشور والطاهر الحداد وعبد الرّحمن بن خلدون، وكلّهم أصحاب أفكار متحرّرة تدعو إلى التّسامح ونبذ العنف وإعطاء المرأة مكاناً ريادياً في المجتمع.