يرى الإعلامي والمحلل السياسي الموريتاني، حسين ولد مدو، أن المظاهرات التي عرفتها العاصمة الموريتانية، مساء أول أمس، والدعوات التي رفعت من قبل أنصار المعارضة المقاطعة لجلسات الحوار مع الحكومة، هي انعكاس للاحتقان السياسي الذي تشهده موريتانيا، وتدخل في إطار عمليات ليّ الأذرع بين جزء من المعارضة والنظام. وقال الكاتب الصحفي حسين ولد مدو، في اتصال هاتفي مع ''الخبر''، إن ما شهدته العاصمة نواكشوط هو امتداد للمظاهرات المنظمة خلال الأشهر الماضية ورفعت فيها ''حجم المطالب لتصل إلى المطالبة برحيل النظام، وهناك سعي من قبل منسقي المعارضة لأن تصل هذه المظاهرات إلى كل نواحي البلاد''. وفي قراءته للمشهد السياسي في موريتانيا، يقول حسين ولد مدو: ''هناك احتقان سياسي والمعارضة منقسمة إلى طرفين، طرف يسعى إلى التدوير والآخر إلى التغيير، من خلال إدخال إصلاحات على المنظومة الانتخابية وإضفاء شفافية أكبر في التسيير''. ويضيف: ''النظام دخل في مفاوضات مع جزء من المعارضة التي يتصدرها مسعود ولد بلخير، رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية (البرلمان)، وبعضها قاطع جلسات الحوار ويقودها التيار الإسلامي وزعيم المعارضة، ولد داده، وهي التي ترفع سقف المطالب وتدعو إلى ضرورة رحيل النظام''. وفي رده على سؤال حول إمكانية أن تتحول هذه المظاهرات إلى ثورة مثل التي شهدها ويشهدها عدد من الدول العربية، قال حسين ولد مدو: ''أعتقد أنها مجرد مظاهرات سلمية، وجزء من المعارضة رفع مطالبه إلى سقف رحيل النظام، وربما في الأيام القادمة ستتطور المظاهرات إلى محاولات الاعتصام. والتصعيد في الوضع مرتبط بالمتغيرات القادمة وتعامل السلطات وردة فعلها مع خطوات المعارضة''. ويضيف: ''أما بخصوص وصول ما يصطلح عليه ''الربيع العربي'' وقيام ثورة، أظن أن الوضع الحالي لا يبدو أنه متوجه نحو الثورة، لأن المعارضة لا تملك الآليات ولا هي جاهزة لذلك، ولا النظام متجذر زمنيا كتلك الأنظمة التي شهدت ثورة، بالرغم من أن النظام الحالي يتسم بالتسيير الأحادي والنزعة الاستبدادية''. وتطرق المتحدث، في تحليله للمشهد السياسي الموريتاني، إلى مبادرة للتقارب بين المعارضة المقاطعة للحوار والسلطة، يقودها سفير موريتانيا السابق في الجزائر، سيد أحمد ولد باب أمين، الذي يحظى باحترام كبير في الشارع الموريتاني، تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين الطرفين والتخفيف من حجم الاحتقان، وتحصل معه المعارضة على تنازلات من النظام، خاصة فيما يتعلق ببعض المطالب الإصلاحية وآليات الانتخاب.