عبّر اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ عن أسفه الشديد لما وصلت إليه المدرسة الجزائرية، بعد حادثة محاولة انتحار تلميذ داخل قسمه في ثانوية بولاية تيارت، أمس، ما تسبب له في حروق بليغة. وقال أحمد خالد، رئيس الاتحاد، إن الظاهرة مؤسفة، مذكرا أنه كان قد كشف، في بداية العام الدراسي، أن ظاهرة الانتحار ستنتشر في الوسط التربوي أمام غلق الإدارة والأساتذة لأبواب التشاور والحوار مع التلاميذ، وهو ما يحدث في الوقت الحالي. وقد حمّل أحمد خالد، رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، في تصريح ل''الخبر''، أمس، كلا من وزارة التربية، ممثلة في إدارة المؤسسات التربوية، والمعلمين والأساتذة الذين يمارسون سياسة اللاحوار واللاتشاور، سواء مع التلاميذ أو مع أوليائهم. فمن غير المعقول، يضيف المتحدث، أن تغلق الإدارة أبوابها أمام التلاميذ، بالإضافة إلى تعامل الأساتذة بالمثل مع التلاميذ، ما يدفع هؤلاء إلى اختيار هذا الأسلوب الخطير للتعبير عن معاناتهم أمام المعاملة التي يلقونها من قبل الإدارة والأساتذة. وأكد خالد أحمد أن الظاهرة مؤسفة جدا، بالقول ''كنت قد صرحت في بداية السنة الدراسية أن ظاهرة الانتحار في الوسط المدرسي سترتفع أمام غلق الاساتذة لباب التشاور، ونفس الأمر بالنسبة للإدارة''، وحينها ''في أكتوبر'' تم تسجيل ثلاث محاولات انتحار في ظرف أسبوع واحد، ''ما جعلني أدق ناقوس الخطر، لكن لا حياة لمن تنادي''، يضيف خالد أحمد. وتهجم خالد أحمد للموقف السلبي لوزارة التربية التي لم تحرك ساكنا إزاء الوضع الكارثي وارتفاع محاولات الانتحار، ''فلابد من حملات تحسيسية والتشاور مع التلاميذ والأولياء، على الأقل مرة في الفصل الدراسي، وتحديدا قبل الامتحانات، بهدف تحسيسهم بأن النتائج المحصل عليها ليست نهاية العالم، وذلك بإشراك نفسانيين ومختصين في المجال''. من جهته، أكد رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين أن الظاهرة في المؤسسات التربوية ما تزال عينات ''لكن نخشى أن تستفحل مستقبلا''، مطالبا المعنيين بدراسة الظاهرة قبل فوات الأوان، ومعرفة الأسباب الحقيقية، وربط المتحدث ذلك بانتشار ظاهرة تعاطي المهلوسات والمخدرات، حيث لا يمكن للتلميذ أن يتحكم في عقله، وشخصيته تصبح غير سوية.