أعلن، أمس، أعضاء من اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني سحب الثقة من الأمين العام عبد العزيز بلخادم والمكتب السياسي للحزب. وهددوا بمباشرة إجراءات العزل وتشكيل قيادة مؤقتة في حال عدم استدعائه لدورة طارئة للجنة المركزية في أقرب الآجال. تجمع، أمس، عشرات أعضاء اللجنة المركزية وأعضاء سابقون في المكتب السياسي يمثلون مختلف الكتل في الحزب، مدعومين بنواب سابقين، بمقر الحزب في عملية استعراض قوى، لإعلان سحب الثقة من أمين عام الأفالان، عبد العزيز بلخادم، الذي كان بمكتبه لحظة قراءة بيان سحب الثقة. وقال محمد بورزام، وهو أحد الفاعلين في مساعي الإطاحة ببلخادم، للصحفيين: ''نحن لم نأت هنا لعقد دورة للجنة المركزية، ولكن سنقوم بذلك بعد إتمام النصاب القانوني''، موضحا أنه لم يتبق لنا إلا 10 إمضاءات لبلوغ 230 توقيع المطلوبة. وأضاف لما تكتمل العملية سنثبت التوقيعات بمحضر قضائي ثم نسلمها للأمين العام، وفي حالة رفضه دعوة اللجنة المركزية للانعقاد سنتجه إلى مصالح الداخلية لطلب رخصة لهذا الغرض، ونباشر عملية التنحية وتنصيب قيادة مؤقتة للحزب. وفي رأي عباس ميخاليف، وهو من الفاعلين في الحركة الجديدة، فإن الاجتماع الذي احتضنه مقر الحزب هو ''فعل سياسي ونضالي لتنحية القيادة الحالية، ولم يتبق إلا الفعل النظامي، أي سحب الثقة قانونا وسيتم في وقته''. ويؤكد معارضو بلخادم وجود إمكانية لتنحية بلخادم من منصبه في حال توفر النصاب القانوني، رغم غياب مادة صريحة في القانون الأساسي تتيح ذلك، وهذا اعتمادا على قاعدة ''توازي الإجراءات والأشكال، والتي تقضي بأن الجهة التي تمنح الثقة هي التي تسحبها''. وهوّن قاسة عيسي، المكلف بالإعلام في المكتب السياسي، من أهمية إعلان سحب الثقة، وقال في لقاء بمكتبه ''لم نحصل على طلب رسمي لدعوة اللجنة المركزية للانعقاد، ثم أن الحاضرين جسديا في التجمع هم حوالي 62 عضوا، وليسوا كلهم أعضاء في اللجنة المركزية. وفي رأيه فإن ''الاجتماع عمل احتجاجي لغاضبين، تعبيرا عن عدم رضاهم على قوائم الحزب''، موضحا ''أن اللجنة المركزية ستلتئم، حسب البرنامج، شهر جوان المقبل''، وأظهر للصحفيين أن الاهتمام مركز حاليا على تحضير الجولات الانتخابية لإنجاح قوائم الجبهة، وأن الأمين العام سيباشر تجمعاته انطلاقا من ولايات الجنوب. وعاش مقر الأفالان أجواء مشحونة، إثر إغلاق الباب الرئيسي من قبل إدارة الحزب، وبعد شد وجدب أعيد فتحه أمام أعضاء اللجنة المركزية، والنواب والصحفيين. وأرسلت تعزيزات أمنية إلى جوار مباني الحزب، لكن لم تتدخل قوات الشرطة التي اكتفت بتنظيم حركة المرور. كما سجلت، خلال التجمع، مشاحنات عند خروج أعضاء في المكتب السياسي من مكاتبهم. وتعزز موقف المعارضين لبلخادم بقدوم وفد من حركة التقويم والتأصيل، ضم عبد الكريم عبادة ومحمد الصغير قارة ورشيد بوكرزازة، إلى مقر الحزب لأول مرة منذ ما يقرب السنتين، وتعالت صيحات الارتياح من الجمع الذي تشكل تباعا وضم مناضلين عاديين بعضهم قدموا من ولايات بعيدة، وأطلق أعضاء أصوات تطالب برحيل بلخادم والمكتب السياسي، ورددوا ''ارحل ارحل''. وقال الصغير قارة للصحفيين ''نحن ندعم جهود زملائنا لتصحيح أوضاع الحزب وجمع قوانا للقضاء على الانحراف السياسي''. كما سجل عبد الحميد سي عفيف المستقيل حضوره في ختام التجمع، ل''إعلان تأييده لتحرك المعارضة''. وتضمن إعلان سحب الثقة الدعوة إلى ''دورة طارئة في أقرب الآجال''، حتى يتسنى لهم، حسب قولهم، ''إنقاذ الحزب وتصويب مساره من خلال انتخاب قيادة جديدة تدير شؤونه''. كما هاجموا أيضا صمت قيادة الأفالان على التصريحات التي نسبت إلى رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، وأيد فيها حل جبهة التحرير الوطني.