تشير كل المعطيات والأصداء الواردة من البيت المركزي للأفالان بأعالي حيدرة، أو من بيوته عبر ولايات الوطن، إلى أنّ ساعات الأمين العام الحالي للحزب العتيد، عبد العزيز بلخادم، باتت معدودة، مع تزايد عدد الموقعين المطالبين بعقد دورة طارئة لسحب الثقة منه، بعد سبع سنوات من توليه منصب السكرتير العام للحزب العتيد في الجزائر. يستدعي الأمين العام للأفالان، عبد العزيز بلخادم، اليوم، محافظي الحزب ورؤوس القوائم وكل المطعون فيهم من قبل القيادة الشرعية للحزب يستجدي منهم التأييد والتزكية، في اجتماع له بهم اليوم، ليكسبهم إلى صفه بعد انهيار المكتب السياسي واللجنة المركزية، حيث وصل عدد توقيعات هذه الأخيرة التي تطالب بدورة طارئة لسحب الثقة من بلخادم أكثر من 200 توقيع، حسب ماجاء في بيان وردت ل”الفجر” نسخة منه فيما تقول مصادر أخرى أن عدد التوقيعات بلغ 210 توقيع. اجتماع مفتوح على كل الاحتمالات ويحاول اليوم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الذي يواجه أصعب مرحلة من حياته السياسية، استمالة 57 محافظا ولائيا للحزب في اجتماع قالت عنه مصادر “الفجر” إنه مفتوح على كل الاحتمالات ولن يكون في صالح بلخادم، خاصة وأن غالبية محافظي الجبهة غير راضين بتشكيلات القوائم الانتخابية التي يخوض بها الحزب العتيد سباق الانتخابات التشريعية المقررة في 2010، وهي القوائم التي أبعدوا منها على غرار بعض الأسماء الثقيلة من اللجنة المركزية والمكتب السياسي أعلى هيئتين قيادتين بالحزب العتيد خرجت من بيت طاعة عبد العزيز بلخادم. هذا وتواصل اللجنة المركزية للحزب عملية جمع التوقيعات التي وصلت حسب ما أورده بيان لجبهة التحرير الوطني، إلى أكثر من 200 توقيع وهو رقم يقول عنه البيان يفوق النصاب القانوني لسحب الثقة من الأمين العام كما يقترب من النصاب القانوني لعقد دورة طارئة للجنة المركزية للحزب طبقا لما تنص عليه المادة 37 من القانون الأساسي للحزب، الذي يشهد مقره بأعالي حيدرة توافد عدد كبير من المناضلين والقياديين للانضمام إلى حملة الإطاحة بعبد العزيز بلخادم من على رأس الأمانة العامة للأفالان، المنصب الذي ظل يشغله منذ المؤتمر الثامن الجامع لسنة 2005. ويطمح الموقعون على بيان دورة استثنائية طارئة لرحيل بلخادم قبل 16 أفريل المقبل، أي عشية انطلاق الحملة الانتخابية للتشريعيات المقررة لشهر ماي القادم. موازة مع ذلك يشن عبد العزيز بلخادم وبعض مواليه حربا نفسية على خصومه الداعين للإطاحة به من خلال غلق مكاتب مقر الحزب وقطع خطوط الهاتف ومنعهم من الاجتماع. “أحباب بلخادم” أوائل المطالبين برحيله كشفت مصادر مؤكدة من الحزب العتيد، أن من أبرز الموقعين على استدعاء اللجنة المركزية لاجتماع طارئ لسحب الثقة من بلخادم أعز أحبابه ممن دافع عن وجودهم في اللجنة المركزية رغم إصرار صالح كوجيل ورفقائه على تطهير اللجنة المركزية منهم قبل العودة إلى بيت الطاعة. وقالت المصادر، إن عددا كبيرا من الساعين، لإسقاط عبد العزيز بلخادم من قيادة الأفالان، هم أشخاص مقربون منه لدرجة كبيرة جدا دافع عن وجودهم في اللجنة المركزية في أحلك الظروف لدرجة فضلهم على وحدة الحزب في ظل إصرار حركة تقويم وتأصيل جبهة التحرير على مغادرتهم نهائيا قبل العودة إلى صفوف الحزب العتيد وتجنيب الحزب مغبة الدخول إلى التشريعيات برأسين. وحول تصريحات الوزير الأسبق لتكنولوجيات الإعلام والاتصال، بوجمعة هيشور، الذي يسعى للإطاحة بالأمين العام للحزب من خلال الدعوة إلى دورة استثنائية للجنة المركزية، قالت مصادرنا يكفي القول إن “هيشور لم يؤمن يوما بالتقويمية وباع بلخادم لأنه أقصاه من التشريعيات”. من جهة أخرى، لم تنف مصادر من التقويمية في اتصال مع “الفجر” إقبال العديد من قيادات الحزب عليها وعلى أحزاب أخرى، لدرجة أن البعض منهم تأسف لإضاعة وقت طويل قبل التنبه لما آل إليه الحزب من انحرافات بعد سيطرة أصحاب النفوذ والشكارة وإبعاد المناضلين الأوفياء، وتثمن سحب الثقة من الأمين العام للحزب لكن ليس منفردا، بل يجب أن ترحل معه بطانته حتى تنصلح أمور الحزب، مضيفة بأنها تؤمن بمبادئها وتحترم “مواقف القيادات الحقيقية وليس أصحاب المصالح ممن انقلبوا على بلخادم لمجرد إقصائهم من التشريعيات، لأنهم لو اختيروا في القوائم لما قالوا شيئا”. أفالانيون يهددون ب”التصويت السلبي” انتقاما من بلخادم في سياق متصل؛ هدّد عدد من مناضلي الحزب المقصين من القوائم الانتخابية للحزب، والموقعون على بيان سحب الثقة، بالتصويت لصالح قوائم أخرى، منها قوائم التجمع الوطني الديمقراطي، وحمس وغيرها من القوائم الأخرى، كل حسب العلاقات التي تربطه بالمترشحين. وتحدث العديد من مناضلي الحزب في محافظات وهران، قسنطينة، البيض وسيدي بلعباس، سوق أهراس، معسكر، مستغانم، العاصمة، في تصريحات متطابقة، بتزكية مرشحي التجمع الوطني الديمقراطي، خاصة وأن العديد من المترشحين بقوائم الأرندي نواب سابقون وتجمعهم علاقات طيبة بنواب الأفالان المقصين من سباق الانتخابات. وقد تعزز هذا الطرح أكثر بولاية العاصمة، خاصة وأن عبد العزيز زياري رفض قبول ترشحه بالعاصمة، وهو ما أغضب العديد من النواب، خاصة وأن التقييم الذي أعده بشأن إعادة ترشيح النواب كان إيجابيا، لكن رفض من طرف بلخادم، وقالوا إن قائمة العاصمة ستشهد مقاطعة من قبل نواب الأفالان، خاصة وأنهم لا يزالون يمقتون إدراج طليقة القرضاوي التي لا تقيم أصلا بالجزائر.