أفاد مصدر حكومي في جنوب السودان أمس بأن الجيش السوداني قصف ''بنيتو'' عاصمة ولاية الوحدة في جنوب السودان القريبة من الحدود مع الشمال والغنية بالنفط، في أول غارة جوية على منطقة ذات أهمية في جنوب السودان. وكان السودان أعلن أول أمس أنه سيحشد الجيش ضد جنوب السودان، وأنه أوقف المحادثات مع جوبا بخصوص الرسوم المفروضة على مرور النفط الجنوبي على أراضي السودان في الشمال، إلى جانب بعض المسائل العالقة بين البلدين. واتهم الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، الجنوب بانتهاج طريق الحرب بدلا من الحوار، مشيرا إلى أن الحرب ليست في مصلحة الطرفين، فيما جاء رد فعل رئيس الجنوب سيلفا كير الذي هدد بإرسال قواته إلى منطقة ''أبيي'' المتنازع عليها إذا لم تخرج منها قوات الشمال. وجاءت هذه التطورات بعد تفاقم التوتر بين الشمال والجنوب على خلفية الصراع الدائر بين السودان وجنوب السودان المنفصل عنه، حيث لا تزال العديد من القضايا الحدودية وغيرها محل نزاع، ما تسبب في تجدد الاشتباكات وبات يهدد في الفترة الأخيرة باندلاع حرب بين الدولتين. المتحدث العسكري باسم جنوب السودان أشار إلى أن منطقة ''هجليج'' النفطية المتنازع عليها أصبحت تحت سيطرة الجيش الجنوبي، مع الإشارة إلى أن الخارجية الأمريكية انتقدت الهجوم الذي شنه جنوب السودان على ''هجليج'' ووصفته بأنه ''عمل يتجاوز حدود الدفاع عن النفس''، كما استنكرت ''القصف الجوي المستمر على جنوب السودان'' الذي يقوم به السودان وقالت إن على الجانبين أن يتفقا على الفور على وقف العمليات العسكرية، فيما طالب الاتحاد الإفريقي بسحب فوري وغير مشروط لجيش جنوب السودان من منطقة ''هجليج'' وحث الطرفين على ضرورة حل الخلافات عن طريق الحوار السياسي، والمتعلقة بترسيم الحدود وتقسيم الدين الوطني في المقام الأول، إلى جانب ترحيل المواطنين وتسوية وضعيتهم في كل من الدولتين.