قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم: ''أنا أتحمّل مسؤولية القوائم، فإن اختارنا الشعب فبها ونعمت، وإن لم يكن ذلك فسأدفع الحساب وسألجأ لمؤتمر اللجنة المركزية وأقدم استقالتي''. طمأن أمين عام الأفالان، أمس، في كلمة ألقاها بمناسبة حفل تدشينه لمقر محافظة الحزب بتيبازة بعد ترميمه، مناضلي وإطارات الحزب، بشأن ما يحدث في بيت الأفالان والدعوات لتنحيته من على رأس الأفالان، وقال ''لا تقلقوا بشأن ما يحدث، نحن في الأفالان متعودون على ذلك''. وبدا بلخادم بموقف الحازم عندما أشار إلى أنه ليس من حق الغاضبين على القوائم المغامرة برصيد الحزب من أجل مصالح خاصة ''دار الأفالان كبيرة والكراسي قليلة، فهناك من يغضب لكن في حدود لا تضر الحزب، لكن عندما يتجاوز التعبير حدود مصلحة الحزب، حينها أقول لهم ليس من حقكم المغامرة برصيد الجبهة فيما لا يخدم الجزائر''. وأعرب بلخادم مجددا عن ''تحمّله مسؤولية القوائم المعدة'' للتشريعيات التي قال إنه ''يتوسم فيها الخير، وعلى مجموعة الغاضبين أن يتركوا الشعب يختار''، مستطردا ''أنا أتحمّل مسؤولية القوائم، فإن اختارنا الشعب فبها ونعمت، وإن لم يكن ذلك فسأدفع الحساب وسألجأ لمؤتمر اللجنة المركزية وأقدم استقالتي''، داعيا مناضلي حزبه لتجنب الإحباط المعنوي خلال التشريعيات التي توقع أن حزبه ''سيربح معتركها'' لتوفر كل عوامل النجاح فيها، مثلما أشار، من رصيد وتجربة نضالية تفضل المصلحة العامة على الخاصة. وفي السياق، نبه بلخادم خصومه ''بقصر حبلهم'' واتهمهم ب''تفضيل المصلحة الشخصية على المصلحة العامة من خلال السعي وراء كراسي البرلمان دون التفكير في مصلحة الحزب ومصلحة الجزائر، داعيا إياهم إلى التراجع وعدم التأثر بعدم وجودهم في القوائم. كما دعا مناضليه إلى الحرص على الحزب الذي يبقى مستهدفا كما كان عليه الحال سنة 89 عند بداية التعددية، أين ربط خصوم الأفالان، حسب بلخادم، كل شيء سيء بالجبهة لاعتقادهم بإمكانية التمكن منها والوصول إلى السلطة ''وهو ما لم يحدث ولم يزيلوا الجبهة ولن يزيلوها لأنها راسخة في ضمير الأمة''، مشيرا في السياق إلى عزمه على محاربة المنتسبين للحزب ممن تورطوا في قضايا الفساد والمحاباة في التسيير. كما تجنب بلخادم في إجابة عن سؤال صحفي الدخول في نقاش مع القائلين بوجود تدخل فوقي في ترتيب القوائم، واصفا ما يصدر من خصومه ب''اللاحدث''، فيما تحدث بلغة المتيقن من تحقيق قوائمه الأغلبية في الانتخابات ليبقى الأفالان القوة السياسية الأولى في الجزائر، كما قال. من جهة ثانية، أكد بلخادم مرة أخرى أن تشريعيات العاشر ماي ستكون ردا صريحا من طرف الشعب الجزائري على المتربصين بالجزائر من الدوائر الخارجية وتمسكه بوطنه، ورد على دعاة الربيع العربي بالجزائر أن آمالهم ستخيب، لأن الشعب الجزائري دفع الثمن غاليا لأجل أمنه واستقراره، وطوى ملف الفتنة وليس على استعداد لإعادة عقارب الساعة إلى الخلف. كما نال الفقيد الراحل أحمد بن بلة نصيبه من كلام بلخادم، حيث عدد مناقبه ونضالاته في دعم أحرار العالم والمصالحة الوطنية وتسامحه مع الغير بالرغم مما حدث له.