فاقت قيمة الخسائر المادية التي تكبدتها إدارة مركب الحجار بعنابة، عقب الإضراب الذي يشنه عمال شركات المناولة منذ قرابة 15 يوما، حسب تقديرات مديرية الإنتاج، حوالي 10 ملايين دولار، جراء التوقف التام للإنتاج، ما تسبب في إخلال إدارة المركب بالتزاماتها إزاء زبائنها. وأفادت مصادرنا بأن هذا الحركة الاحتجاجية لعمال المناولة، تسبب في خسارة إنتاجية قدرت بحوالي 2500 طن يوميا من المنتجات الفولاذية السائلة، أي ما يعادل 35 ألف طن تم ضياعها خلال 15 يوما، بسبب الإضراب الذي دعا إليه عمال مؤقتون يشتغلون بمؤسسات خاصة متعاقدة مع إدارة المركب لتقديم الخدمات. كما أصبح الفرن العالي، حسب إدارة المركب، مهددا بالتوقف التام والانفجار في أي لحظة، بسبب انسداد بوتقته، جراء توقف الدورة الإنتاجية اللااعتيادية للفرن. وأضافت المصادر ذاتها، أن هؤلاء المضربين تسببوا في شل تام لخط السكة الحديدية الناقل للمواد الخام السائلة نحو الفرن العالي والورشات الإنتاجية، على الرغم من إصدار القسم الاستعجالي بمحكمة الحجار بعنابة، حكما لصالح مؤسسة أرسيلور ميتال عنابة، يقر فيه ببطلان وعدم مشروعية إضراب عمال المناولة، الذين دخلوا يوم 2 أفريل الماضي، في إضراب عن العمل، احتجاجا على رفض إدارة المركب، حسبهم، إدماجهم في مناصب عمل دائمة وفق ما تم الاتفاق عليه مع نقابة المؤسسة. ودعا مسؤولو مركب الحجار، السلطات العمومية ومصالح الأمن، إلى التدخل لتنفيذ قرارات العدالة، وإنقاذ المركب من قبضة حوالي 70 عاملا بشركات المناولة، تسببوا في رهن مصير مركب بأكمله، لم يعد قادرا على تلبية طلبيات تقدمت بها شركات عالمية تم الاتفاق معها على تزويدها بمئات الأطنان من المواد الفولاذية. ودفعت هذه الوضعية الخطيرة التي يتخبط فيها المركب منذ قرابة 15 يوما، إلى خروج حوالي 1500 عامل وإطار، في مسيرة احتجاجية جابت معظم ورشات المركب، للمطالبة بفتح خط السكة الحديدية، وطرد هؤلاء المضربين الذين تسببوا في شل تام للورشات الإنتاجية، جراء قطعهم لليوم الخامس عشر على التوالي لجميع خطوط السكة الحديدية في وجه عربات نقل المواد الخام.