أحيت، مساء أمس، كل من فرقة "فرييك لان" و"ديوان قعدة بشار"، حفلا فنيا ساهرا، بالمركب الرياضي محمد بوضياف، في الجزائر العاصمة، احياءا للربيع الأمازيغي . عاش جمهور المركب الرياضي محمد بوضياف، الذي اكتظ عن آخره، لحظات روحانية أبدعت فيها فرقة "فرييك لان"، والتي صنعت جوا مميزا الهبت خلاله الحضور، الذي تفاعل مع الأنغام القناوية الممزوجة بشتى الإيقاعات الموسيقية العالمية، حيث مزجت الفرقة موسيقاها بالتراث الجزائري الأصيل، وأدت أجمل اغانيها، التي رددها الجمهور الحاضر ، ومن بينها "لالة ميرة" و "بنت السلطان". واعتلت فرقة "ديوان قعدة بشار" الخشبة، لتصنع بدورها لوحة تشكيلية متحركة، مفرغة ما تحويه حقيبتها الفنية من أغاني صوفية وروحانية، حيث صنعت الفرقة البشارية الفرجة وسطا العائلات الحاضرة، بعد أن تمكنت من خلق جو متميز داخل الفضاء، أبحر من خلاله الحضور رفقة أعضاء الفرقة القناوية في عمق الصحراء الجزائرية، الثرية بالتراث الأصيل، حيث أتى مزج أنغام العود وإيقاع الدف العربيين مع الموسيقى الإفريقية، بنقر آلتي القرقابو وصدح القمبري، وكذا أنغام موسيقى البلوز التي انبعثت من القيتارة وآلة الإيقاع. وأدت فرقة ''قعدة ديوان بشار'' أجمل الأغاني التي يضمها رصيدها الغنائي، حيث قدمت للجمهور أغاني ''أمين أمين اللهم أمين''، ''يا لله يا نبينا''، ''ذيب الغابة''، ''سبحان الله صيفنا ولا شتوا''، رددها الجمهور الحاضر من بداية نوطات الأغاني الأولى إلى آخرها· وشكل صدح القمبري وقرع القرقابو، سهرة أمس، جسرا ربط ما بين فرقة ''قعدة ديوان بشار'' والشباب الحاضر، الذي بدا جد متحمسا منذ اللحظات الأولى للحفل، وأطلق الحضور العنان لأجسامهم المتمايلة، والتي شكلت أمواجا بشرية ظلت تهتز إلى نهاية السهرة.