كشف المجاهد ياسف سعدي أن الباحثة الفرنسية جيرمان تيليون تمكنت من تخليص مائتين وخمسة وستين فدائيا جزائريا من الإعدام بالمقصلة، بعد أن أقنعت الرئيس شارل ديغول بالعدول عن تنفيذ الحكم. واعتبر أنها تستحق أن يطلق اسمها على أحد الشوارع بالجزائر، نظير وقوفها إلى جانب الفدائيين والدفاع عن حقوقهم خلال معركة الجزائر. وقال سعدي، في تصريح ل''الخبر''، أول أمس، عقب العرض الشرفي لفيلمه الوثائقي حول الرحالة جيرمان تيليون: ''لكن هذا لا يعني أن ديغول كان رحيما بالثورة وبالمجاهدين. صحيح أنه أصدر قرار عدم تنفيذ عقوبة الإعدام بالمقصلة على هؤلاء الفدائيين، لكنه استمر في تنفيذ الإعدام رميا بالرصاص بالخروبة، كما أنه شدّد الخناق على المجاهدين في الجبال بشكل رهيب''. وعرض سعدي، أول أمس، بقصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة، فيلمه الوثائقي بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل جيرمان تيليون، عن عمر يناهز تسعة وتسعين عاما، تناول من خلاله ظروف تعرّفه على الباحثة الإثنولوجية الفرنسية التي عملت بالأوراس مدة أربعة عشرة عاما قبل قيام الثورة. وتوقف ياسف سعدي عند الدور الذي لعبه السفاح فرناند ميسونيي الذي نفذ حكم الإعدام في أكثر من مائتي فدائي، متأسفا لاستمرار ذكر اسم هذا السفاح في تسمية إحدى ساحات شارع ديدوش مراد بالجزائر العاصمة.