تورد الوثيقة الموافقة المبدئية لرئيس الاستخبارات الليبية على دعم حملة ساركوزي نشر موقع ''ميديا بارت'' الفرنسي وثيقة تكشف عن موافقة النظام الليبي السابق، بقيادة معمر القذافي، على صب 50 مليون أورو لتمويل الحملة الانتخابية لنيكولا ساركوزي سنة 2006، لكن لم يتضح إن كان تم فعلا تحويل هذه الأموال. تورد الوثيقة، وهي باللغة العربية، الموافقة المبدئية لمصطفى كوسة، رئيس جهاز الاستخبارات الليبية في سنة 2006، لدعم الحملة الانتخابية للمرشح اليميني آنذاك نيكولا ساركوزي بحوالي خمسين مليون أورو. وتبين المذكرة المحاطة بإطار أخضر والمكتوبة بالعربية، والمؤرخة في 10 ديسمبر 2006، موافقة كوسة، الذي شغل لفترة منصب وزير خارجية القذافي، مبدئيا على ''التعليمات الصادرة عن مكتب الاتصال للجنة الشعبية العامة في ما يتعلق بالموافقة على دعم الحملة الانتخابية للمرشح للانتخابات الرئاسية نيكولا ساركوزي بقيمة خمسين مليون أورو''. ويضيف أنه تم التوصل إلى الاتفاق إثر ''المحضر الشفهي لاجتماع عقد في السادس من أكتوبر 2006 بمشاركة مدير الاستخبارات الليبية (عبد الله السنوسي المعتقل حاليا في موريتانيا) ورئيس الصندوق الليبي للاستثمارات الإفريقية (بشير صالح) من جانبنا، (فيما حضر) عن الجانب الفرنسي بريس هورتوفو وزياد تقي الدين الذي يخضع لتحقيق في قضايا فساد''. ونقل موقع ''ميديا بارت'' عن محامية رجل الأعمال الفرنسي اللبناني، زياد تقي الدين، قولها إن موكلها ''لم يكن حاضرا في الاجتماع الذي تحدثت عنه الوثيقة''، لكنها ''تعتقد أن هذه الوثيقة صادقة بالنظر إلى تاريخها والأسماء التي أوردتها''. والوثيقة هي الثانية التي ينشرها الموقع المقرب من اليسار حول تمويل حملة ساركوزي من قبل القذافي. ولم يكشف ميديا بارت عن مصدر الوثيقة، التي يعتقد أنه تم تسريبها من أرشيف النظام السابق في ليبيا. وأظهرت ''ميديا بارت'' في وقت سابق قيام مقربين من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتنقلات متعددة إلى ليبيا، بهدف تأمين تمويل الحملة الانتخابية التي جاءت به إلى الرئاسة في .2007 وأشارت وثيقة نشرت في وقت سابق من العام الماضي إلى أن إحدى هذه الزيارات، التي تمت بتاريخ أكتوبر العام 2005، أدت إلى تأمين تمويل حملة ساركوزي الانتخابية بشكل كامل. ويقول خصوم ساركوزي إن هذه الأدلة تثبت ما ورد على لسان نجل القذافي وولي عهده السابق سيف الإسلام القذافي، العام الماضي، عندما قال بوضوح إن ليبيا موّلت انتخاب ساركوزي. وقال سيف الإسلام، العام الماضي، ''يتعين على ساركوزي أن يعيد أولاً الأموال التي أخذها من ليبيا لتمويل حملته الانتخابية، لقد موّلناها، لدينا كل التفاصيل ونحن مستعدون للكشف عن كل شيء''. ودعا الموقع الفرنسي المتخصص في التحقيقات والمعروف بمعارضته للرئيس الفرنسي إلى فتح تحقيق قضائي رسمي في ما أسماه ''شبكة واسعة للرشوة''. ولا يمكن الآن محاكمة ساركوزي، وهو في منصبه، كرئيس لدولة فرنسا، لكن في حالة خسارته الانتخابات الرئاسية، يوم الأحد المقبل، لصالح منافسه الاشتراكي فرانسوا هولوند، سيفتح تحقيق شامل في أنشطة تمويل حزب ساركوزي، كما جرى مع سلفه جاك شيراك الذي حوكم مؤخرا لكنه نجا من السجن بسبب وضعه الصحي. ونفى ساركوزي التقارير حول تلقي تمويلات من القذافي. وأعلن في تصريح له في مارس الماضي ''إذا كان (القذافي) قد قام بتمويل حملتي الانتخابية، فعليه أن يتقدم ويبرزها للعلن''. ويأتي الكشف عن هذه الوثائق في لحظة مفصلية في الانتخابات الفرنسية، أي قبل أسبوع من الدور الثاني لهذه الانتخابات، ما من شأنه إضعاف حظوظ ساركوزي في الاحتفاظ بكرسي الإليزيه لعهدة جديدة.